بقلم: نبيل الزيناتي
التفكير الذي يقوم على قتل الآخر، وسفك دمه واغتصاب افكاره ومعتقداته، هو فكر منحرف لا يمت للإنسانية بصلة، يوحدهم سفك دم الانسان بغض النظر عن الوسيلة، والنتيجة استشراء أصحاب هذا الفكر بأعداد كبيرة في بعض الدول العربية، يحاربون باسم الدين -والدين الاسلامي من هذا الفكر براء- هؤلاء أغراب يصولون ويجولون في بلاداننا العربية يعتدون علي ثقافتنا المتنورة والمتنوعة والتي تتعايش فيها كل الديانات بكل حب ووئام، لذا فهذا الفكر يجب أن يحارب لأنه يقوم على الباطل ومزيف ومشبوه، لم نره في مجتمعاتنا العربية من قبل؛ فكل إنسان وعلى اختلاف المواقع يمارس حياته بكل راحة، لم يكن هناك إنحراف فكري ينشر الكراهية والدم.
إن كل انسان يعامل الناس باستعلاء هو داعشي التفكير وكل انسان لا يحترم اخوانه أو زملائه ويشعرهم بأنه هو الوحيد الذي يعقل ويفهم هو داعشي التفكير، كل انسان يلاحق الناس في أرزاقها ويعمل على قطعها هو داعشي التفكير ولا يستحق أن يعيش في وطن آمن ومستقر فقبل أن نحارب الفكر الداعشي عند الناشئه يجب محاربة أصحاب التفكير الداعشي من كل الأعمار والفئات التي تعيش بيننا .
تفجير فلسطيني بفلسطيني آخر ليس بالأمر الهين حتى لو كان فكره داعشي، ليس الفلسطيني من يقتل أخاه الفلسطيني بل ويتجرأ علي الحاق الضرر بمستقبل شعب يعاني القهر والحصار والفقر، حينما حاول أصحاب الفكر المنحرف الإعتداء علي حدود الدولة المصرية التي أمنها وسلامتها جزء لا يتجزء من أمن غزة وسلامتها، من يعمل علي ذلك هو بالتأكيد يقف في خانة أعداء الشعب العربي الفلسطيني، ربما الحسابات السياسية والإستراتيجية بالنسبة للتفجير الإنتحاري في هذا التوقيت وبهذه الملابسات يعتبر فرصة قوية لحماس، في ظل تفاهماتها الأخيرة مع مصر وكذلك مع التيار الإصلاحي في حركة فتح، إذا أحسنت حماس استغلال هذا الموقف بشكل جيد سيكون له انعكاسات ممتازة وستعزز الثقة بين حركة حماس وقائدها الجديد في قطاع غزة من حهة والدولة المصرية من جهة أُخري.
تفجير الامس في حاجز للقوات الفلسطينية في رفح يتزامن مع بداية لفتح معبر رفح خلال الفترة المقبلة للتخفيف من معاناة غزة، لكن طالما أن هذا الإرهاب التكفيري المشبوه إقترب إلينا أكثر فعلي كل مكونات المجتمع في قطاع غزة التكاتف والتعاضد من أجل التصدي لهذا النهج التدميري لكل مناحي الحياة، إن كثيراً من التحديات يواجهها النهج القيادي الجديد لحركة حماس وقيادة التيار الإصلاحي في حركة فتح و الذي يتمثل بإنهاء حقبة سوداء من تاريخ شعبنا وقضيته، يعلم هؤلاء القادة أن حياتهم وحياة الكثيرين مهددة الآن بسبب اصرارهم علي تجاوز الصراع بين الحركتين الكبيرتين وبالتالي إنهاء الإنقسام البغيظ والعمل علي خلق نموذج وطني وحدوي يجمع كل مكونات الشعب الفلسطيني في خندق واحد هو التحرير واستعادة الحقوق من المحتل الصهيوني، إن الإنقسام الفلسطيني البغيظ تحول لثقافة ونهج سياسي يعمل علي تعزيزه قوة كبيرة في هذا العالم.
هناك تحديات كبيرة تنتظر الغزيين ليستطيعوا الحفاظ علي ما تم انجازه باتجاه الوحدة الفلسطينية، وعليهم أن يعملوا جميعاً علي تجسيد مفهوم الوحدة الوطنية كنهج حياة والعمل علي تعزيز مفهوم النموذج الوطني الذي يجب أن ينجح في غزة ومن ثم ينتقل الي جميع أرجاء فلسطين.
لذا نحن بحاجة لإستراتيجية وطنية شاملة لمواجهة التعصب والتطرف والارهاب، وإبراز الآثار الخطيرة التي تكمن وراءها، وتشمل على معالجات ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية وانسانية ، لتحصين الجبهة الداخلية وحماية المجتمع والحفاظ علي أمن الوطن وسلامة السكان.