التقى محافظ المنطقة الوسطى في قطاع غزة عبد الله أبو سمهدانة، اليوم الأحد، السفير الياباني لدى فلسطين تاكيشي أوكوبو في مدينة غزة، لبحث تطورات الأوضاع المأساوية في القطاع، وقال خلال اللقاء، إن المجتمع الدولي ساهم في جعل إسرائيل دولة فوق القانون، وهو ما يدفعها لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الفلسطينيين، لذا يتوجب على المجتمع الدولي وضع حد لهذه السياسة والضغط على حكومة الاحتلال لتنفيذ كل الاتفاقات التي داستها بدءا من اتفاق أوسلو، الذي كان أقر بقيام دولة فلسطينية.
وأضاف أبو سمهدانة، أن حل الدولتين هو الخيار المتبقي أمام المجتمع الدولي، لذا يتوجب عليه الضغط على دولة الاحتلال لإلزامه بهذا الخيار الذي من شانه أن يسهم في استقرار المنطقة برمتها، وأن ما يريده نتنياهو هو حل الدولة الواحدة ثنائية القومية يكون فيها الفلسطينيون مواطنين بلا حقوق، رغم أنهم يمثلون الأغلبية واليهود الأقلية هم الذين يتحكمون بمفاصل هذه الدولة واصفا ذلك بأقسى أنواع "الأبارتهايد".
وحول الوضع الداخلي للقطاع، اعتبر أن موضوع الانقسام بات مدمرا أكثر من أي وقت مضى للمشروع الوطني واحتمالية قيام الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن المطلوب الدفع باتجاه حكومة وحدة وطنية تشكل من كل الفصائل تعمل على رفع الحصار وتمهد لإجراء انتخابات عامة.
كما وقدم أبو سمهدانة عرضا للأوضاع القاسية للمواطنين في غزة في ظل الحصار والإغلاق الممتد منذ عشر سنوات، مشيرا إلى الازمات المتلاحقة التي تهدد غزة بدءا من أزمة الكهرباء والمياه، مرورا بالبطالة والفقر، وليس انتهاء بأزمة الدواء والغذاء والتلوث البيئي، مشددا على أن هذه الأزمات جميعها تجعل من غزة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في شتى الاتجاهات.
وقال: إن هناك ما يقرب من ربع مليون خريج سدت في وجوههم كل الآفاق، وان قطاع غزة ذاهب للانفجار في حال بقيت الأوضاع على ما هي عليه، مشيرا إلى أن الانفجار ليس في مصلحة احد، وأن مفتاح استقرار المنطقة هو حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة.
وحول الدور الياباني، ثمن الدعم السياسي والاقتصادي الذي تقدمه اليابان للفلسطينيين، والذي لم يكن وليد اللحظة، مشددا على أن اليابان تعد من أبرز الدول الداعمة لفلسطين وعلى كافة الصعد، داعيا إلى تركيز الدعم على المشاريع الحياتية والخدماتية.
وبدوره، أعرب السفير الياباني الذي عمل لسنوات طويلة، عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدا أن ما يشهده القطاع من أوضاع قاسية لم تكن بالمعهودة ولا يقوى أحد على تحملها.
وقال، إن اليابان تبدل جهودا جبارة لتقديم ما أمكن من مساعدات للتخفيف من قساوة الاوضاع التي يعيشها قرابة مليوني مواطن، عاشوا شبح ثلاث حروب وما زالوا مهددين بالمزيد.
ووصف السفير الياباني، أوضاع غزة بغير المسبوقة من حيث قسوتها، خصوصا في ظل الواقع الصحي المرير وأزمة الكهرباء والمياه، وأن بلاده تسعى جديا في تقديم المساعدات الطارئة لهذه القطاعات المهددة بالاندثار في ظل الحصار والإغلاق.