افتتحت الهيئة العامة للمدن الصناعية والمناطق الصناعية الحرة، اليوم الإثنين، أحد عشر مبنى صناعياً سيستخدمها مستثمرون من القطاع الخاص في مدينة أريحا الصناعية الزراعية لأغراض التصنيع والإنتاج.
وأوضح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، خلال كلمته بحفل الافتتاح، أن مدينة أريحا الصناعية الزراعية أحد معالم تجسيد السيادة على الأرض الفلسطينية ترسيخاً للحق الفلسطيني في إنشاء دولته وعاصمتها القدس، نحن طلاب سلام ونمد أيدينا للسلام وسنستمر بذلك وصولاً للسيادة الكاملة على أرض دولة فلسطين.
وأكد على أن هذا المشروع الذي بدأ بالتعاون مع اليابان قبل عشرة أعوام أصبح اليوم حقيقة ويضم العديد من المصانع، التي من شأنها أن تساهم في تطوير وتحسين الاقتصاد الفلسطيني، وهي رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهه، إلا أنه أثبت قدرته على ممارسة حقوقه السياسية والاقتصادية.
من جهتها، أعربت وزيرة الاقتصاد، رئيسة مجلس إدارة الهيئة العامة للمدن الصناعية والمناطق الصناعية الحرة عبير عودة، عن شكرها لليابان حكومةً وشعباً.
وأضافت: "أن اليابان كانت وما زالت داعما أساسياً للاقتصاد الفلسطيني، واليوم تم إنجاز أحد عشرة عنبرا صناعية وهي إيذاناً لبدء العمل في المرحلة الثانية من المنطقة الصناعية على مساحة 475 دونماً، سيجري الشروع في المائة دونم الأولى منها خلال نوفمبر/ديسمبر المقبل".
وشددت على أن برنامج المدن الصناعية وعلى رأسها مدينة أريحا الصناعية الزراعية يحظى برعاية واهتمام مستمر من سيادة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله.
من جانبه، عبر سفير الشؤون الفلسطينية، ممثل اليابان لدى فلسطين تاكيشي اوكوبو، عن سروره بالمشاركة بالاحتفال بهذا المشروع، الذي لم يكن ممكناً من دون الشراكة بين حكومة اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والهيئة العامة للمدن الصناعية والمناطق الصناعية الحرة وشركة تطوير مدينة أريحا الصناعية الزراعية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي.
وأردف: "ما زلت أتذكر زيارتي لمدينة اريحا الصناعية الزراعية عام 2015 عندما عدت للعمل في فلسطين للمرة الثانية.في ذلك الوقت، كان الموقع فارغا تقريبا أما الآن وبعد حوالي عامين هناك سبع مصانع تعمل وأخرى تبنى أو تستعد لبدء الإنتاج".
وعبر عن إيمانه بأهمية اعتماد نهج استراتيجي متكامل لتعزيز البيئة الصناعية ليس فقط من خلال التركيز على توفير البنية التحتية داخل وخارج مدينة أريحا الصناعية الزراعية ولكن أيضا من خلال تنمية الموارد البشرية وتوفير الخدمات والحوافز الاقتصادية للمستثمرين، مؤكدا أن هذه العناصر ستمهد الطريق لتحقيق النتائج المرجوة.
وأكد على مواصلة العمل معا للتغلب على التحديات ليكون هذا البرنامج بمثابة رمز للمستقبل المشرق لدولة فلسطين، لافته إلى أنه رغم الأزمات السياسية والاقتصادية في المنطقة، فنحن نضيء شمعة لتنير الطريق لنا وللأجيال المقبلة من أجل مستقبل أفضل لفلسطين والشرق الأوسط .
إلى ذلك، قال الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي روبيرتو فالنت: إن حكومة اليابان شريك استراتيجي حقيقي للمستقبل، وإن الشراكة بين القطاعين العام والخاص يمكن أن تكون القوة الدافعة للنمو الاقتصادي المستدام والاستثمار.
وتابع: "سيتيح هذا المشروع الفرص للمنتجين الفلسطينيين لتطوير وتوسيع السوق المحلي والدولي، ونأمل أن تجذب هذه العنابر المستأجرين وأعتقد أن بعض المستأجرين قد أعربوا بالفعل عن اهتمامهم قبل الافتتاح وهو أمر مشجع للغاية".
كما قال عضو مجلس إدارة شركة أريحا لتطوير وإدارة وتشغيل المدينة الصناعية الزراعية المهندس سعيد دويكات، إن هذه المرحلة هي بداية مشوار البناء على أسس حديثه، من حيث الخدمات المضافة وتوفير مركز لوجستي كبير وبنيه تحتيه متقدمة.
وأردف: "نؤمن بأن نجاحنا لا يقتصر فقط على إنشاء وتشغيل المباني الصناعية بل بأنها ستكون نموذجا لنظام صناعي متكامل لا يمكن أن يعمل بفعالية وكفاءة من دون توافر كل العناصر الأساسية اللازمة من حيث البنية التحتية والطرق والمدن العمالية ومجمعات المكاتب الحديثة، والطاقة، وخدمات الدعم ذات القيمة المضافة، وغيرها من المتطلبات الصناعية، ولذلك بنيت مدينة أريحا الزراعية الصناعية لتكون الوجهة الأمثل من حيث توافر جميع هذه العناصر في مكان واحد".
ويشكل المشروع المقدم من حكومة اليابان جزءا من خطة شاملة تهدف إلى توفير خدمات تشغيلية كاملة لمدينة اريحا الصناعية الزراعية والمساهمة في تنمية القطاع الخاص في محافظة أريحا والاغوار ضمن إطار مبادرة الحكومة اليابانية "ممر السلام والازدهار".
ويشمل المشروع البالغة قيمته 3,668,470 دولار امريكي، والذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على مرحلتي إنشاء أحد عشر عنبراً صناعياً بمساحة إجمالية قدرها 11 الف متر مربع، ويعتبر مشروع إنشاء هذه العنابر الصناعي بمثابة حافز للأنشطة الاقتصادية وخلق بيئة استثمارية جاذبة وزيادة فرص العمل في أريحا والمنطقة المحيطة بها، وتوفير برنامج متكامل يعمل على تسهيل الخدمات لمختلف الأطراف. حيث سيتم خلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة خلال مرحلتي المشروع.
ويستند المشروع إلى برامج دعم حكومة اليابان الطويلة والتاريخية للشعب الفلسطيني في مختلف القطاعات وقد استثمرت حكومة اليابان حتى الآن ما يزيد عن 20.7 مليون دولار امريكي في مدينة اريحا الصناعية الزراعية خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ما أدى إلى خلق حوالي 23 ألف فرصة عمل.
يشار إلى أنه من المتوقع أن تساهم مدينة أريحا الصناعية الزراعية إلى تحويل محافظة أريحا والإغوار لمنطقة مزدهرة ذات قطاع خاص قوي ذو أهمية اقتصادية واجتماعية لفلسطين.