اطلع وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، اليوم الثلاثاء، رئيسة الجمهورية التشيلية ميشيل باشيليت، على آخر التطورات السياسية، ومستجدات الحراك الدبلوماسي الدولي، وجهود القيادة الفلسطينية في إحقاق الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف لشعبنا، وفي مقدمتها تمتع شعبنا في حقه بتقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967، وعوده اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم الأم فلسطين.
كما أطلع المالكي الرئيسة التشيلية خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي "لا مونيدا"، في العاصمة التشيلية "سانتياغو"، على الانتهاكات الممنهجة، والمنظمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في مجمل الأرض الفلسطينية المحتلة، وما تحاول فرضه من إجراءات غير قانونية، في محاولة منها، لتغيير الوضع القائم على الارض، بما فيه محاولات تغيير المعالم الديمغرافية للأماكن المقدسة المسيحية، والإسلامية.
وتطرّق إلى سياسات التوسع الاستعماري، والقتل الخارج عن الإطار القانوني المستمر بحق شعبنا، والاستهداف المتعمد للمدنيين الفلسطينيين، وتنامي الإجراءات العنصرية، والأسر، والاعتقال، وما تتعرض له الأماكن الدينية من استباحة من قبل جماعات المتطرفين الإسرائيليين، وتقسيم الحرم الشريف مكانيا، وزمانيا، وغيرها من الإجراءات الاحتلالية، التي تعكس تشدد الحكومة الإسرائيلية، وتطرفها وبعدها عن الحلول السلمية.
ونقل المالكي للرئيسة التشيلية تحيات الرئيس محمود عباس، والحكومة، والشعب الفلسطيني، مثمنا الدعم المبدئي، والثابت لها، ازاء القضية الفلسطينية، وموجها لها الدعوة لزيارة فلسطين.
وشدد خلال اللقاء على أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات حيوية مختلفة، واطلع الرئيسة التشيلية على دور الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، واستعدادها التقدم ببرامج تنموية ثنائية، وثلاثية، تعكس اهتمامات البلدين وتصب في خدمة الاجندة الانمائية على المستويين الوطني، والدولي.
بدورها، رحبت الرئيسة التشيلية بدعوة المالكي لزيارة فلسطين، وطلبت نقل تحياتها للرئيس، والحكومة، وشعبنا، وثمنت العلاقة الفلسطينية التشيلية على مختلف المستويات، معربة عن استعداد بلدها التعاون مع فلسطين ثنائيا، او بشكل ثلاثي، لتنفيذ عدد من البرامج التنموية التي تستهدف دولا، تقع ضمن أولويات البلدين، ومن خلال وكالتي التعاون الدولي التشيلية، والفلسطينية.
كما تم الاتفاق خلال هذا الاجتماع على أهمية تشكيل غرفة تجارية مشتركة، لتطوير مجالات التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، وفي الاستفادة من مجالات الاستثمار المتوفرة او المتاحة في كلا البلدين، وفي دول ثالثة، على أن تواصل وزارتي الخارجية هذه الجهود فورا، كما تم الاتفاق على انشاء اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين لتعزيز مجالات التعاون بينهما، بحيث يمكن التوقيع على تشكيلها، والإعلان عنها قريبا.
وحضر الاجتماع إضافة الى وزير الخارجية التشيلي هيرالد مونيوس كبار المستشارين والمسؤولين التشيليين، وسفير دولة فلسطين عماد الجدع، ومدير إدارة الأميركيتين والكاريبي المستشار حنان جرّار، وسكرتير ثالث شريهان ابو غوش، كما شارك في اللقاء مدير عام الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي عماد الزهيري.