غوتريش في غزة، فما العمل؟

images (3).jpg
حجم الخط

 

انطونيو غوتريش الأمين العام للأم المتحدة يصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بشقيها، بعد أن استمع إلى التحريض الإسرائيلي على كل الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وبعد أن اتهم الفلسطينيين بالتحريض ضد إسرائيل من خلال مؤسسات الأمم المتحدة.

غوتريش سيلتقي أولاً مع السيد محمود عباس لبحث مأساة قطع الكهرباء عن غزة، ومن وجهة نظر عباس فإن إسرائيل بريئة من تهمة قطع الكهرباء عن غزة، والمتهم الرئيس هي حركة حماس، والإرهاب الفلسطيني الذي يقتنص الضرائب، ويعكر صفو حياة الناس البسطاء.

إنه المنطق المغلوط الذي يضع غزة تحت مطرقة التحريضي مرتين؛ مرة من نتانياهو الذي يتهمها بالإرهاب، ومرة أخرى من عباس الذي سيتهم حركة حماس، ليبرئ نفسه من مسؤولية العقاب الجماعي لسكان قطا غزة.

فما العمل لإيصال صوت أهل غزة الحقيقي إلى أمين عام الأمم المتحدة؟ وكيف يوظف الفلسطينيون الزيارة للحصول على دعم الأمم المتحدة بشأن نقض كمية الكهرباء في غزة؟

أزعم أن الفرصة ما زالت قائمة لتشكيل وفد يضم أعضاء لجنة التكافل الاجتماعي، اللجنة التي تشارك فيها معظم التنظيمات الفلسطينية، بالإضافة إلى رؤساء البلديات، والفنيين العارفين بشؤون الطاقة، والتوجه فوراً إلى مقر الأونروا في غزة، والمطالبة بترتيب لقاء مع الأمين العام، لشرح موقف غزة بكافة مستوياتها السياسية والوطنية والاجتماعية.

زيارة غوتريش يجب أن تحرك لجان اللاجئين، للعمل على خروج جماهير اللاجئين وطلاب المدارس، بمظاهرة حضارية، تعكس حاجة الفلسطينيين إلى الأمن والسلام الذي حاصرته إسرائيل، وحاجة الفلسطينيين إلى استمرار خدمات الأونروا، مع المطالبة بعدم تقليص خدمات الأونروا التي تمثل شريان الحياة لمئات آلاف اللاجئين في غزة.

ومع بالغ الأسف، حين يقوم غوتريش بجولته المرتبة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، سيستمع من الإسرائيليين عن خطر الانفاق الفلسطينية، وعن القلق الذي يعيش فيه الإسرائيليين من وجود الفلسطينيين على الحدود، في تلك اللحظات الإعلامية لن يسمع غوتريش عن معاناة الفلسطينيين المغتصبة أرضهم، لأنه لن يرى عشرات ألاف الفلسطينيين الذين لم يفكر أي طرف مسؤول بحشدهم على الحدود، ليمثلوا الرد الجماهيري على الأكاذيب الإسرائيلية.