افتتحت الهيئة العامة للمدن الصناعية والمناطق الصناعية الحرة، اليوم الثلاثاء، أحد عشر مبنى صناعيًا سيستخدمها مستثمرون من القطاع الخاص في مدينة أريحا الصناعية الزراعية لأغراض التصنيع والإنتاج.
جاء ذلك خلال حفل نظم تحت رعاية وزيرة الاقتصاد الوطني رئيسة مجلس إدارة الهيئة العامة للمدن الصناعية عبير عودة، وبمشاركة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات والسفير الياباني لدى فلسطين تاكيشي اوكوبو، وبحضور رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي روبرت فالنت.
وقال عريقات خلال حفل الافتتاح، إن مدينة أريحا الصناعية الزراعية هي أحد معالم تجسيد السيادة على الأرض الفلسطينية ترسيخًا للحق الفلسطيني في انشاء دولته وعاصمتها القدس، مضيفًا "نحن طلاب سلام ونمد أيدينا للسلام، وسنستمر بذلك وصولًا للسيادة الكاملة على أرض دولة فلسطين".
وبين أن المشروع الذي بدأنا به بالتعاون مع دولة اليابان قبل عشرة أعوام اليوم أصبح حقيقة، ويضم العديد من المصانع التي من شأنها تساهم في تطوير وتحسين الاقتصاد الفلسطيني، وهي رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهه إلا أنه أثبت قدرته على ممارسة حقوقه السياسية والاقتصادية.
ومن المقرر، أن يشكل هذا المشروع المقدم من حكومة اليابان جزءًا من خطة شاملة تهدف إلى توفير خدمات تشغيلية كاملة لمدينة أريحا الصناعية الزراعية، والمساهمة في تنمية القطاع الخاص في محافظة أريحا والأغوار ضمن إطار مبادرة الحكومة اليابانية "ممر السلام والازدهار".
ويشمل المشروع البالغ قيمته 3,668,470 دولار، والذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على مرحلتي إنشاء 11عنبرًا صناعيًا بمساحة إجمالية قدرها 11 ألف متر مربع.
ويعتبر مشروع إنشاء هذه العنابر الصناعي بمثابة حافز للأنشطة الاقتصادية، وخلق بيئة استثمارية جاذبة، وزيادة فرص العمل في أريحا والمنطقة المحيطة بها، وتوفير برنامج متكامل يعمل على تسهيل الخدمات لمختلف الأطراف، حيث سيتم خلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة خلال مرحلتي المشروع.
ويستند المشروع على برامج دعم حكومة اليابان الطويلة والتاريخية للشعب الفلسطيني في مختلف القطاعات وقد استثمرت حكومة اليابان حتى الآن ما يزيد عن 20.7 مليون دولار في أريحا الصناعية الزراعية خلال برنامج الأمم المتحدة، مما أدى إلى خلق حوالي 23 ألف فرصة عمل.
وبدورها، اعربت عودة عن شكرها لليابان حكومةً وشعبًا، قائلة إن" اليابان كانت وما زالت داعمًا اساسياً للاقتصاد الفلسطيني، واليوم تم إنجاز نجاز 11 عنبرًا صناعيًا، وهي إيذانًا لبدء العمل في المرحلة الثانية من المنطقة الصناعية على مساحة 475 دنمًا سيجري الشروع في المائة دونم الأولى منها خلال نوفمبر وديسمبر المقبل.
كما وأكدت، على أن برنامج المدن الصناعية وعلى رأسها مدينة أريحا الصناعية يحظى برعاية واهتمام مستمر من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله.
ومن جهته، عبر "اوكوبو" عن سروره بالمشاركة بالاحتفال بهذا المشروع، والذي لم يكن ممكنًا من دون الشراكة بين حكومة اليابان وبرنامج الأمم المتحدة والهيئة العامة للمدن الصناعية وشركة تطوير مدينة أريحا الصناعية الزراعية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي.
وقال "ما زلت أتذكر زيارتي لمدينة أريحا الصناعية عام 2015 عندما عدت للعمل في فلسطين للمرة الثانية، في ذلك الوقت، كان الموقع فارغًا تقريبًا، أما الآن وبعد حوالي عامين هناك سبع مصانع تعمل وأخرى تبنى أو تستعد لبدء الإنتاج".
كما وعبر عن ايمانه بأهمية اعتماد نهج استراتيجي متكامل لتعزيز البيئة الصناعية ليس فقط من خلال التركيز على توفير البنية التحتية داخل وخارج مدينة أريحا، ولكن أيضًا من خلال تنمية الموارد البشرية، وتوفير الخدمات والحوافز الاقتصادية للمستثمرين.
وقال "فالنت"، إن حكومة اليابان شريك استراتيجي حقيقي للمستقبل، وإن الشراكة بين القطاعين العام والخاص يمكن أن تكون القوة الدافعة للنمو الاقتصادي المستدام والاستثمار، وسيتيح هذا المشروع الفرص للمنتجين الفلسطينيين لتطوير وتوسيع السوق المحلي والدولي.
وأضاف "نأمل أن تجذب هذه العنابر المستأجرين، وأعتقد أن بعض المستأجرين قد أعربوا بالفعل عن اهتمامهم قبل الافتتاح وهو أمر مشجع للغاية".