قررت الشرطة البريطانية، اليوم الثلاثاء، فتح تحقيقاً بشأن اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي سالم حسين العلي، حيث أطلقت نداءً جديداً للحصول على معلومات بشأن العلي في لندن قبل 30 عامًا، أملًا في أن يشعر شخص ما بقدرة أكبر على التحدث بحرية بعد ثلاثة عقود.
ووصف ابنه أسامة لشرطة العاصمة البريطانية موت والده المفاجئ بأنه "صادم". وقال "ارتُكبت جريمة مروعة بوضوح، وتحقيق العدالة أمر حاسم للأسرة، وأرى تماما من الناحية السياسية أن من المهم أيضا أن يعرف الناس ما حدث وأن هناك حزما".
وتدعو شرطة لندن حاليًا أي شخص لديه معلومات بشأن القتل، خاصة ما يتعلق بالمشتبه بهما الرئيسيين اللذين لم تتمكن من تحديد هويتهما، إلى أن يقدم لها هذه المعلومات.
وكان ينظر إلى رسوم العلي-التي كثيرًا ما جري تصويرها من منظور صبي صغير ينظر للأحداث ببراءة الطفولة-على أنها تحمل انتقادات للأنظمة في فلسطين وأماكن أخرى.
وتلقى العلي رصاصة في رقبته من الخلف في وضح النهار بينما كان يترجل من سيارته إلى مكتب صحيفة القبس الكويتية في نايتسبريدغ حيث كان يعمل في ذلك الوقت.
وتابع الشهود المسلح المشتبه به وهو يتبع العلي ثم لاذ بالفرار من الموقع على قدميه. وجرى وصفه بأن عمره يبلغ نحو 25 عاما وأن ملامحه شرق أوسطية حيث كان له شعر أسود كثيف يصل طوله إلى الكتفين.
كما أبلغ شهود عن رؤية رجل آخر في الخمسينات من العمر وأصوله شرق أوسطية أيضا وهو يركض قريبا بعد قليل من الحادثة ويده داخل جيبه كما لو كان يخفي شيئا، ثم دلف إلى سيارته المرسيدس وقادها مبتعدا.
وقال رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية دين هايدون والذي يشرف على القضية، إن الشرطة "اتبعت عددا من خيوط التحقيق التي لم تقدنا إلى التعرف على هوية الرجلين".
وأضاف "بيد أن الكثير يمكن أن يتغير في 30 عاما.. فالولاءات تتغير والأناس الذين لم يكونوا راغبين في الحديث في ذلك الوقت ربما يكونون مستعدين الآن للتقدم بمعلومات حاسمة".
يذكر، أن الشهيد العلي، كان قد تعرض لإطلاق نار غرب لندن يوم 22 يوليو1987، وكان قد تلقى عددا من التهديدات بالقتل بسبب رسومه الكاريكاتيرية التي سخر فيها من السياسات بالشرق الأوسط.