جراء ممارسات الاحتلال

الميزان: وفاة "15" مريضاً من قطاع غزة خلال العام الجاري

الميزان.jpg
حجم الخط

ذكر مركز الميزان لحقوق الإنسان، أنه منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخ إصدار البيان، اليوم الثلاثاء، توفي (15) مريضا من سكان قطاع غزة جراء منع ومماطلة قوات الاحتلال الإسرائيلي منحهم التصاريح اللازمة للسفر وتلقي العلاج، علاوة على اعتقال (4) من المرضى ومرافقيهم من أمام معبر بيت حانون "ايرز" شمال القطاع، بعد حصولهم على تصاريح المرور من تلك القوات.

ووفق تقرير للمركز، تتسبب الإجراءات غير القانونية التي تتخذها قوات الاحتلال بحق المرضى الفلسطينيين من قطاع غزة في تدهور وتفاقم أوضاعهم الصحية، وتسبب لهم المعاناة المضاعفة التي تفضي في كثير من الأحيان إلى الوفاة، فهي تحرم كثيرين منهم حقهم في الوصول لمستشفياتهم خارج القطاع لتلقي العلاج، وتبتزهم وتعتقلهم أعدادا منهم، وفي الوقت نفسه يتسبب الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة في تدهور الخدمات الصحية في القطاع، وقد حالت مؤخرا تلك الإجراءات دون حصول مريضتين من غزة على حقهما في السفر لتلقي العلاج، ما أدى إلى وفاتهما.

 وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها المركز، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حرمت السيدة كائنات مصطفى عبد الوهاب جعرور (42 عاما)، من السفر لتلقي العلاج ما أدى إلى وفاتها صباح الأحد الماضي، حيث كانت جعرور تعاني من مرض السرطان في الرحم، وتقدمت بطلب الحصول على تصريح من قوات الاحتلال عبر وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية في نهاية شهر 4/2017، لتتمكن من الوصول إلى مستشفى المطلع في القدس، لإجراء عملية جراحية، ولكن قوات الاحتلال لم تمنحها الموافقة بالرغم من استيفائها كافة المتطلبات، لتتقدم بعدها مرتين بطلب الحصول على تصريح بتاريخ 15/6/2017 و24/8/2017، ولكن في كل مرة كان الرد بأن الطلب قيد الفحص، ما تسبب في تدهور حالتها الصحية ووفاتها.

 كما توفيت السيدة فاتن نادر أحمد (26 عاما) مساء 23/8/2017، في مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة، نتيجة منعها من قبل قوات الاحتلال من السفر عبر حاجز بيت حانون لتلقي العلاج. وكانت أحمد وهي مصابة بمرض السرطان في الدماغ، سبق وأن تقدمت للمرة الأولى بطلب تصريح مرور بغرض العلاج في مستشفى المطلع في مدينة القدس بتاريخ 24/11/2016، إلا أن قوات الاحتلال أبقت الطلب قيد الفحص، لتتقدم بعدها مرتين بطلب تصريح مرور، وكانت قوات الاحتلال ترد كل مرة بأن ملفها قيد الدراسة، وفي المرة الرابعة أبلغت بأنها مرفوضة، ولم تسمح لها قوات الاحتلال بالمرور إلا في المرة الخامسة بتاريخ 20/4/2017، وكانت السيدة أحمد تحتاج إلى أربع جلسات علاج كيميائي بشكل متتالٍ، إلا أنها عادت ومنعتها من السفر لثلاث مرات أخرى، وتوفيت أحمد بعد تدهور وضعها الصحي وعدم تمكنها من استكمال جلسات العلاج.

واستنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان وبشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، التي تحرم كثيرا من المرضى من الوصول إلى مستشفياتهم، وهو ما تسبب في وفاة المريضتين جعرور وأحمد.

وأشار المركز إلى أن حرمان المرضى من الوصول للمستشفيات، يشكل انتهاكا لقواعد القانون الدولي الإنساني، لا سيما الفقرة (2) من المادة (38) من اتفاقية جينيف الرابعة التي تلزم سلطات الاحتلال بتقديم العلاج والرعاية الطبية للمرضى بقدر مماثل لما يقدم لمواطني الدولة نفسها.

 وأضاف: "كما تنتهك معايير حقوق الإنسان التي أكدها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (25)، والمادة (12) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي توجب تأمين الوصول للرعاية الصحية بشكل فعّال" مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وإجبار قوات الاحتلال على رفع الحصار وتمكين مرضى قطاع غزة من الوصول للمستشفيات وتلقي العلاج.