على هامش السياسة قصة (الشريف) المتوحش !

توفيق أبو شومر.jpg
حجم الخط

شخصية الشريف المتوحش تبلغ الآن من العمر خمسا وثمانين سنةً. ولد العام 1932م.
انتُخبَ رئيساً لشرطة مدينة، ماركوبا، ولاية أريزونا، بأميركا.
كان عدواً لدوداً للرئيس السابق، أوباما، لأنه ليس من سلالة البيض الأميركيين الأصليين، فهو أسود لاجئ، واتَّهمَه بتزييف شهادة ميلاده.
اسمُ هذه الشخصية، جوزيف متشل أربايو، أو باسم (الدلال)!! جوي أربايو Joe Arpaio.
أبرز إنجازاته! أنه كان مختصاً بمطاردة وتعذيب المهاجرين غير الشرعيين من كل الجنسيات، وبخاصة المهاجرون من إسبانيا وبلجيكا، وأميركا اللاتينية.
هو زعيم الاعتقالات بلا تحقيق، مع التعذيب، بدءا من العام 1993.
أنشأ للمهاجرين سجناً خاصاً في ضواحي مدينته، ماركوبا، سجناً صحراوياً، يتكون من الخيام، حيث تبلغ درجاتُ الحرارة مستوياتٍ قياسيةً (65 درجة)، ولما اشتكى السجناءُ من شدة الحرارة قال لهم:
«اشكروا ربَّكم، ففي العراق يحتمل جنودُنا المخلصون، ممن لم يرتكبوا جريمة مثلكم حرارةً أعلى من حرارة خيامكم، أغلقوا أفواهكم»!
شكَّل من السجناء مجموعات عمل شاقة، للعمل في البناء، والمصانع، حيث تعمل النساء في أعمالٍ قاسية سبع ساعاتٍ في اليوم.
أما عن طعام هؤلاء السجناء فيتكون من الخبز العَفِن، والفواكه الفاسدة، واللحوم غير الجيدة.
سمّى هذا المعسكر بالاسم النازي (معسكر التجميع)!!
خسرَ انتخابات العام 2016 وانتُخبَ بدلا منه، باول بنزون.
قرَّر خليفتُهُ إغلاق هذا السجن في نيسان 2017.
يعيش، جوي، النازي العنصري في بلد الديموقراطية، وحقوق الإنسان، في البلد الذي يُصدِّر مبادئ حقوق الإنسان للعالم كسلعة رئيسة، يعيش في أميركا.
هذا البلد، زعيم إمبراطورية الديموقراطية، لا يسمح بنشر الحقائق عن ديكتاتوريته، وعنصريته، ولا ينشر إعلامُه ما يفعله عنصريوه، ولم يَبرأ من هذه الأفعال، بل إنه يُطاردُ دول العالم لأنها لم تلتزم بالديموقراطية، ويفرض عليها عقوباتٍ متعددة الأشكال والألوان، فهو يطاردنا في فلسطين ومصر، ويحجب المعونات، لأننا لا نحترم الديموقراطية!!
لم تنتهِ قصة السفاح، جوي، فقد أصدرتْ المحاكمُ الأميركيةُ أمرا بإغلاق سجن التعذيب العنصري في ماركوبا، بولاية أريزونا عدة مراتٍ، ولم يُنفِّذ القرار، هاجم القضاء، وشتم المحكمة.
اتهمته منظمة أمنستي لحقوق الإنسان بارتكاب (مخالفات) ضد مبادئ حقوق الإنسان.
لم يُثبِت القضاءُ الأميركي تهمة (الوحشية، والعنصرية) المنسوبة له!!
أخيراً، وجَّهت له المحكمةُ تهمةً مُخفَّفة: (ازدراء العدالة)!!!
أما نهاية قصة الشريف المتوحش فقد بدأتْ، عندما كتبَ رئيس أميركا الحالي، دونالد ترامب، في صفحته الإلكترونية (تويتر) يتحدث عن، البطل، جوي، يوم 25-8-2017، يُبشِّره بقراره، العفو عنه، وتجاهل حكم المحكمة!!
«يسعدني أن أمنحكم العفو، أيها المناضل الوطني، الشريف، جوي، فأنتَ أنقذتَ ولاية أريزونا»!!!