هل هناك مخلوقات فضائية

هل_هناك_مخلوقات_فضائية.jpg
حجم الخط

هل هناك مخلوقات فضائية

 

إن من خلق الإنسان من عدم ونفخ فيه من روحه وصوره فأحسن تصويره، وصنع هذا الكون باتقان وإحكام بما فيه من عجائب فإنه لا بد من أن يكون قادراً على إيجاد مخلوقات فضائية، وقد جاء الدليل على وجود مخلوقات غريبة وليست معلومة عند بني البشر في القرآن الكريم في عصر النبوة، ودل كذلك على دور الاكتشافات العلمية، وأن لكل خبر موعداً سيظهر فيه، يقول الله تعالى في محكم كتابه: وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {النحل:8}، ويقول: لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ{الأنعام:67}. 
 

ووردت آيات في القرآن الكريم تشير إلى وجود دواب في الأرض وفي السماء، ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ {الشورى:29}، وفي تفسير هذه الآية ، جاء بعض المفسرين بتوضيح أن لفظ (دابة) يدل على أنها مخلوقات غير الملائكة لأن الله عز وجل فرق بين الملائكة والدواب في الآية الكريمة: وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {النحل:49}، فذكر دواب السماوات ودواب الأرض ثم أخر ذكر الملائكة. 
 

وتماشياً مع الآيات هذه ،بين الباحثون والمهتمون أنه لا مانع من أن تكون هذه كلها إشارة إلى وجود عوالم أخرى، ولكن لا يمكنا الجزم بذلك أو القطع فيه، لأن هذه الآيات ومثيلاتها من شأنها أن تحتمل أكثر من معنى والعديد من وجوه التفسير والتأويل 
 

أما الإدعاءات التي تقول بأن هذه المخلوقات هي من قامت بخلق الإنسان بشكل يشبهها بواسطه DNA، أو بأنها أوجدت البشرية بقوة هئلة وخارقة ،فإن هذا في الحقيقة قول مناف لما يجب اعتقاده وباطل لا صحة فيه ، فالله تعالى قد خلق أبا البشرية سيدنا آدم عليه السلام من طين، ثم جعل ذريته تتكاثر بعد ذلك بواسطة النطف، مروراً بمراحل قصها الله علينا في محكم كتابه، حيث يقول: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {المؤمنون:12-13-14}.