اربطوا "عوض" واتركوا تيس الغنم

images.jpg
حجم الخط

 

يحكى أن رجلا فلاحا يدعى ( أبو عوض ) ، كان يتناول العشاء مع زوجته وأولاده ، ولكن تيس الغنم أفلت من رباط ، وأخذ يركض في انحاء المنزل . فطلب الرجل من ابنه عوض ان يقوم ويربط التيس .

قام عوض ليربط التيس، ولكنه ومن دون قصد تعثّر في مائدة الطعام وقلب الطعام، ثم مال على الأواني الزجاجية وكسرها ، ثم لحق بتيس الغنم ليمسك به فكسر زجاج المنزل، ثم طارده في انحاء المنزل فأوقع جرار السمن والزيت وحطمها .

نظر أبو عوض بحزن الى المشهد وقال لباقي الاولاد : يا أولاد قوموا اربطوا عوض واتركوا التيس.

هذا المثال ينطبق على المتهافتين لقتل أية انجازات حتى لو كانت بسيطة،  وربما جرى تكليفهم بمهمة صغيرة ومحددة، ولكنهم وقبل ان ينجحوا في تنفيذ تلك المهمة راحوا يحطّمون مفاهيم الحرية ومفهوم الشراكة في الوطن . كسروا جرار العسل والسمن وتسبّبوا بخسارات كبيرة لفلسطين من خلال ضرب القيم وتغافل مبدأ الدفاع عن الفئات الضعيفة، ولان ضرر الجاهل يكون أخطر من ضرر العدو  . تراهم يكتبون من اجل فتات الطاولة ، ولا يكتبون دفاعا عن الوطن او عن الفكرة .

وعطفا على مقالة قصر سردا السابقة ، والتي اقترحت من خلالها على سيادة الرئيس ( الرئيس لم يغضب من الاقتراح ) دراسة أفكار اخرى غير المكتبة الوطنية من أجل المصلحة العامة ، فقد اتصل بي وزير الثقافة الصديق د. ايهاب بسيسو وتحدّثنا محادثة طويلة جدا ومفيدة جدا ، وقد أوضح لي وجهة نظره وأهمية المكتبة الوطنية ، ومن جهة اخرى دار بيني وبين بعض الاخوة في اللجنة المركزية لحركة فتح وأعضاء اّخرين في القيادة نقاشا اضافيا للفكرة ، وبين مؤيد ومعارض .. أستطيع القول الان ، ان هناك اقتراحا اّخرا وهو مشاركة الجمهور في القرار ، ولو توافق الرئاسة او وزارة الثقافة أو بلدية رام الله بعمل استفتاء الكتروني وتسأل الجمهور رأيه في الامر ، سنكون قد سجلنا حينها قيمة جديدة من قيم مشاركة الجمهور في القرارات التي تخصّ المصلحة العامة ، وسيرضى الجميع وسنكون قد تشاركنا الافكار لمصلحة فلسطين ولمصلحة الثقافة ولمصلحة الشعب والحكومة والاجيال .

والمقال السابق كان مجرد اقتراح وقد أسعدني قراءة العديد من الردود المعارضة لمقالتي ، وقد تعلّمت من وجهة النظر المخالفة التي تحمل اقترحات اخرى مؤيدة لفكرة المكتبة الوطنية . لكن وفي شق اّخر ، لم يكن الامر يستحق كل هذا الغضب من بعض الجهات المحسوبة على فلان، ولم يكن الاقتراح يستحق  الاستقواء باقلام مأجورة وخسيسة لتشتم مبدأ الاقتراح ، لمجرد انها تحاول استرضاء هذا المسؤول  . فهذا المسؤول سيرحل ، ويبقى قصر سردا ملكا للشعب الفلسطيني وللأجيال من بعدنا . هكذا أراد الرئيس وهكذا قال العقلاء ، وهكذا يريد الجمهور .