"الشتاء النووي" يعود إلى الواجهة من جديد

"الشتاء النووي" يعود إلى الواجهة من جديد
حجم الخط

في أحدث محاكاة حاسوبية للآثار القاتلة التي أعقبت اصطدام كويكب بأرضنا قبل نحو 66 مليون سنة، افترض علماء أن الشتاء النووي عم كوكبنا لمدة عامين مسببا الانقراض الجماعي للكائنات.

رغم أن فرضية الشتاء النووي ظهرت للمرة الأولى منذ نحو 35 عاما، لم يتضح حتى الآن السيناريو الدقيق والمفصل لهذه الكارثة، التي أدت إلى مقتل 75 بالمئة‏ من الكائنات الحية على الكرة الأرضية بنهاية العصر الطباشيري.

وأكدت الدراسة الأخيرة التي أجراها علماء من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي (NCAR) في ولاية كولورادو الأمريكية بدعم من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" وجامعة كولورادو بولدر، طبقت خلالها المكاحاة الحاسوبية الدقيقة، أكدت أن اصطدام كويكب بعرض 10 كيلومرات بالأرض في منطقة شبه جزيرة يوكاتان الحالية حينذاك، أحدث انفجارا هائلا تسبب بإحداث تغيرات مناخية تسلسلية لا في المنطقة المحيطة بالجزيرة فحسب، بل حول العالم أجمع.

وبحسب الدراسة فأدى سقوط الكويكب وانفجاره أدى إلى إطلاق ما لا يقل عن 15 مليون طن من السناج والغبار إلى الغلاف الجوي، إضافة إلى تلك الكميات من السناج والغبار والبخار التي نتجت عن تبخر الصخور واندلاع حرائق الغابات على نطاق واسع وثوران البراكين والزلازل جراء الاصطدام.

وارتفعت هذه الكميات من الملوثات الجوية عاليا إلى الغلاف الجوي وغطت السماء باللون الأسود محجبة معظم أشعة الشمس لمدة ما لا تقل عن سنة ونصف سنة، ما أدى تدريجيا إلى موت النباتات والعوالق النباتية التي لم تعد قادرة على عملية التمثيل الضوئي، ومن ثمة، مقتل الحيوانات البرية والبحرية، التي كانت تتغذى على هذه النباتات.

وأكد كبير الباحثين في NCAR، تشارلز باردين، أن انقراض الحيوانات، التي عاشت على الأرض، بما فيها الديناصورات، حدث بسبب الانفجار وآثاره المدمرة.

لكن استنفاد طبقة الأوزون جراء امتصاص الدخان حرارة الشمس وتسخين الغلاف الجوي إلى نحو 200 درجة مئوية، بحيث بات من الممكن وصول الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض، أصبح اختبارا آخر للكائنات الحية، حتى تلك التي كان يمكن أن تنجو تحت الأرض أو الماء.

وتم نشر الدراسة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.

وأشار العلماء إلى أن هذه المحاكاة تساعد على تبيان عواقب اصطدام جسم فضائي كبير بالأرض وتحذر البشرية من الشتاء النووي المفترض في حال عدم نجاحها في الحيلولة دون وقوع حرب باستخدام السلاح النووي.