استنكر أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم مراد السوداني، قيام قوات الاحتلال بطرد عائلة شماسنة من منزلها في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، بناء على دعوة قضائية باطلة من قبل جمعيات استيطانية، محذراً من خطورة تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي لمشروع الحي الاستيطاني مكان المنازل الـ 45 المجاورة له والمهددة بالاستيلاء عليها.
واعتبر السوداني، في بيان اليوم الثلاثاء، عملية الإخلاء انتهاكاً صارخاً وعلنياً مضافاً إلى سلسلة الانتهاكات والجرائم اليومية التي تأتي في سياق خطة الاحتلال الممنهجة تجاه مدينة القدس وسكانها وهويتها العربية والإسلامية. وقال: "إن هذا المشروع التهويدي الذي سيقام على أنقاض 45 منزلاً من منازل المقدسيين، يحمل أبعاداً وأطماعاً سياسية احتلالية، ويهدف إلى تغيير وتشويه وجه المدينة المقدسة وطابعها العربي والإسلامي، ويأتي استكمالاً للمشاريع الاستيطانية التي وضعها الاحتلال منذ احتلاله المدينة كمشروع " زامش" الاستيطاني ومشروع 2020 و2030، والتي تمهد لاستكمال المشروع الصهيوني نحو بناء "القدس الكبرى" ممتدة من مستوطنة "مودعين" من الغرب ومستوطنة "معاليه أدوميم" من الشرق ومجمع "عتصيون" من الجنوب وكفر عقب من الشمال .
وقال: "إن تكثيف الاحتلال لانتهاكاته وجرائمه وممارساته الاستفزازية بحق مدينة القدس في الآونة الأخيرة، بمثابة ردود انتقامية على قرارات الشرعية والقرارات الدولية الخاصة بدولة فلسطين وقرارات منظمة اليونسكو الأخيرة، والتي ثبتّت التراث الثقافي في القدس ومقدساتها حقاً إسلامياً فلسطينياً خالصاً، وتصب هذه الاعتداءات في سياق المساعي الحميمة والمتواصلة لزيادة وتكثيف عمليات التهويد والاستيطان الهادفة للسيطرة والاستحواذ على الممتلكات في مدينة القدس وتغيير وجهها العربي والإسلامي وأسرلتها واستباحتها.
كما وطالب السوداني الأمتين العربية والإسلامية وكافة الجهات والمؤسسات والأطراف المختصة والمؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن وأسرة المجتمع الدولي، بتحمل مسؤولياتهم إزاء هذا التصعيد وضرورة التدخل العاجل والفوري للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لاحترام الشرعية الدولية والقوانين والقرارات الخاصة بحماية مدينة القدس وأهلها، ووقف سلسلة الانتهاكات المتواصلة بحق المدينة ومعالمها الأثرية والتاريخية، وفرض عقوبات على الاحتلال في حال لم يتوقف عن ممارساته ومشاريعه التهويدية في المدينة، وبضرورة تعزيز الدعم اللازم لأهلنا المقدسيين وتوفير الحماية لهم بما يعزز صمودهم، ويحافظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، وعدم السماح لحكومة الاحتلال باستغلال ما يجري في المنطقة والعالم وفي ظل الصمت العربي والدولي لتمرير سياساتها الهادفة للسيطرة على المدينة وأسرلتها بشكل كامل واستكمال مشروعها الاستيطاني الإحلالي.