يختلف النّاس بما يريدونه من الزواج، وما يشترطونه لحظة اختيار الشريكة.. بعضهم يهتم بالجمال وآخرين بالتعليم، أو النَسَب والجنسية.. وغيره، والقاعدة الذهبية تقول: “من يعرف ما يريده من البداية يستطيع أن يحتفل بعيد زواجه الخمسيني”.
ولكن هل يمكن لرجل يملك قدر عالي من التعليم والثقافة أن يرتبط بزوجة تتوفر بها مميزات كثيرة باستثناء التعليم؟ وهل سيكتفي بجمالها كبديل مُقنع لحياة سعيدة؟
الفجوة العلمية بين الزوجين
يشير علماء النفس التربوي إلى أن التوافق بين الزّوجين في المستوى التعليمي يُعد من العوامل والمقوِمات الضرورية لإنجاح العلاقة الزوجية، وبالمقابل أكّدوا أن حصول الزوج على درجة علمية أعلى من الزوجة، لا يبرر عدم استقرار حياتهما، لأنه أمر يتعلق بطريقة تناولهما للحياة، فوجود التقارب الفكري بينهما يسهم حتماً في نجاح العلاقة، شريطة أن يكون الزوج متفهماً لزوجته، ويحترم العوائق التي منعتها من إكمال تعليمها.
كيف تنجح العلاقة؟
من جهة أخرى، توصّل باحثون في علم النفس إلى أن الحياة الزوجية قد تفشل إذا كان الفارق في المستوى التعليمي شاسعاً، كأن يكون الزوج طبيباً أو أستاذاً جامعياً، والزوجة لم تكمل تعليمها الجامعي، فعُقدة النقص التي قد تعاني منها الزوجة جراء تمرد زوجها وتكبّره عليها قد يهدد علاقتهما، إلا أن نجاحها يعتمد على حسمهما لقرارقبول هذا الأمر أو رفضه قبل الزواج حتى لا يصطدما بالواقع
فما يقرر استمرارية العلاقة هو قابلية كلٌّ من الزوجين إرضاء الرّغبات النفسية للآخر، وتعويض النقص الذي عند أحدهما في الشريك الآخر، تماماً مثل الرجل الذي يشعر بالحاجة الشديدة إلى زوجة ترعاه وتدبر شؤونه، وهي تشعر بحاجة ملحة لأن تكون زوجة وأمّاً من حيث الرعاية والحنان والتدبير، وبهذه الحالة يجدان ما ينقصهما ويكمّلان بعضهما البعض.
ولكن إذا كان الاختلاف بينهما كبيراً فإن هذا يسبب نشازاً لا ألفة، وسبباً في جعل حياتهما الزوجية جحيماً لا يُطاق، لأن مثل هذه الفجوة يمكن أن تسد العديد من منافذ الانسجام والسعادة في حياتهما.، فغالباً التوافق العلمي بين الزوجين، يزيد من درجة الود والمحبة بين بعضهما البعض.