استعرض القيادي في حركة حماس غازي حمد، خلال مقال نشره اليوم الخميس، أوضاع حركة حماس وإلي أين وصلت بعد30 عاماً، والأمور التي تمكنت من انجازها، بالإضافة إلى الإخفاقات التي وصلت إليها الحركة.
وأوضح حمد "أن الاشكالية الرئيسة التي تواجهنا أن حماس خلال مشوارها الطويل لم تقم بمراجعات حقيقية أو عملية تقييم شاملة لأدائها أو ممارساتها في السياسة والحكم، وهو ما يجعل عملية التقييم معرضة للتعريض بها أو الانتقاص منها".
وتساءل: "مع كل هذه المنجزات التي حققتها الحركة من مقاومة والتمسك بالثوابت، هل استطاعت حماس تقديم نموذج جيد في إدارة شئون الحكم؟، قائلاً: "إن الجيل الحمساوي الجديد يكثر من الأسئلة حول الواقع المأزوم وانسداد الأفق السياسي وتراجع المستوى المعيشي، فضلاً عن الرؤية المستقبلية والاستراتيجية للحركة وعن مدى نجاحها في إدارة شئون غزة، وغيرها الكثير من الأسئلة التي تستلزم من قيادة الحركة إعادة النظر في خطابها الداخلي ومضمون أدبياتها لمواءمة الوعي المتطور لهذا الجيل".
واعتبر القيادي حمد أن حماس بحاجة إلى "ثورة" لتطوير الكثير من مناهجها وأدبياتها التي تربت عليها طوال عقود طويلة، خاصة في مجال تنمية الوعي والممارسة السياسية,
وبيّن حمد أن ما تحتاجه حماس هو توسيع عباءتها لتتعدى حدود التنظيم، وإعطاء مساحة أكبر للهوية الوطنية والشعار الوطني وتبني القضايا والمناسبات الوطنية، وإدراج المسيرة الوطنية بمختلف مراحلها والضالعين فيها في أدبياتها واحتفالاها.
وشدد على أن حماس أضاعت فرصاً ذهبية كان يمكن اغتنامها في ترجمة قوتها وحضورها وفوزها في الانتخابات، عبر نشر وترويج برنامجها ورؤيتها السياسية وطنياً ودولياً، لكن غياب الخبرة السياسية والتخطيط الاستراتيجي وانغماس حماس –حتى أذنيها – في مشاغل وأعباء الحكم فوت عليها أن تكون لاعباً/هدافاً مركزياً في الملعب السياسي في المنطقة.
وشن حمد هجوماً على حركتي فتح وحماس بخصوص المصالحة، وقال: فتح وحماس كلاهما سيخسران قوتهما ومصداقيتهما ورصيدهما الشعبي اذا بقي الخلاف على حاله".
وتابع: "أن حركة فتح ارتكبت الكثير من الأخطاء بحق حماس، لكن كان بإمكان الحركة معالجة واحتواء هذه الأخطاء بكثير من الحكمة وكثير من الصبر وتغليب الخطاب الإعلامي الإيجابي، لكن غلب على الحركة ردة الفعل والخطاب الهجومي الحاد، ما جعل الأمور تدور دوماً في دائرة مغلقة".
أما بشأن إدراة حماس للحكم، قال حمد "إن تفرد حماس وعدم توفر خبرة كافية في إدارة الحكم وتناقض الحكومة مع الرئاسة وفقدان الظهير الإقليمي والدولي جعل من مهمة الاستمرار في الحكم أمراً شبه مستحيل".
كما طالب حمد حركة حماس بأن تضع تجربة الحكم على طاولة (التشريح) السياسي من أجل استخلاص العبر وتصحيح الأخطاء، مضيفاً: "ليس من المعيب أبداً أن تمتلك حماس الجرأة وتعترف بأنها أصابت هنا وأخطأت هناك".
وفي نهاية مقاله، دعا حمد حركة حماس إلى ما يلي:
1- تطور فكري/سلوكي بصبغة وطنية غير حزبية.
2- مهارة في (الهندسة) السياسية.
3- أن تكون صاحبة مبادرة وحراك متقدم و(هجوم إيجابي).