شيّع جماهير محافظتي بيت لحم وطولكرم بالضفة الغربية المحتلة بعد ظهر السبت، جثماني الشهيدين رائد الصالحي وقتيبة زهران، وسط حالة من الغضب بعد تسليم جثمانيهم في وقت متأخر الليلة الماضية.
وانطلق موكب تشييع الصالحي (22 عامًا) من أمام "مستشفى الحسين" ببلدة بيت جالا شمال غرب بيت لحم وصولا إلى منزله في مخيم الدهيشة بالمدينة.
وأفادت مصادر محلية بأنه جرى إلقاء نظرات الوداع الأخيرة على جثمان الصالحي في مسجد المخيم الكبير، وجرى تشييعه في شوارع المخيم وصولًا إلى مقبرة الشهداء المجاورة.
وأضافت أن مسيرة التشييع شارك فيها القوى الوطنية والإسلامية كافة، وسط تنديد بجريمة إعدامه، مهددين بتصعيد المواجهة مع قوّات الاحتلال في حال اقتحمت المخيم مجددًا، معبرين في الوقت ذاته عن غضبهم من عملية الإعدام.
وكان الصالحي استشهد متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال أثناء محاولة اعتقاله في منزله بمخيم الدهيشة، قبل أن يعتقله جنود الاحتلال وينقلونه إلى مستشفى "هداسا"، ويستشهد هناك بتاريخ 3 سبتمبر الجاري.
وانطلق موكب تشييع زهران (17 عامًا) من أمام مستشفى "ثابت ثابت" باتجاه بلدته علار شمال مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث نقل إلى منزل عائلته لإلقاء نظرة الوداع.
وأفاد مراسل "صفا" بتوجه الجنازة إلى مدرسة ذكور علار لإقامة الصلاة عليه، ثم طاف بعد ذلك المشيعون في مسيرة حاشدة شوارع البلدة وصولًا للمقبرة الجنوبية.
وفي كلمة للعائلة، أكد أحمد زهران على أن "الشهادة هي قدر الفلسطينيين في معركة الدفاع عن أرضهم"، معربًا عن اعتزاز العائلة بنجلها.
وشدد محافظ طولكرم عصام أبو بكر أن جريمة الاحتلال باستهداف المواطنين باتت مشهدًا متكررًا يدلل على عنجهية الاحتلال وإصراره على ممارسة القتل والاعتداء.
وألقيت عديد كلمات من مؤسسات البلدة والقوى، استنكارًا لمسلسل القتل المستمر من قبل جنود الاحتلال وأعمال الإعدام التي تجري على الحواجز.
وكان زهران استشهد الشهر الماضي على حاجز زعترة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بحجة تنفيذه عملية طعن حيث احتجزت قوات الاحتلال جثمانه.
وسلم الاحتلال مساء الجمعة، جثماني الشهيدين بعد احتجازهما؛ وأفاد مراسلي "صفا" بأن الاحتلال سلّم عائلة الشهيد زهران جثمانه على حاجز 104 العسكري غربي مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما سلّم جثمان الشهيد الصالحي على حاجز "300".