طالبت بنغلاديش سلطات ميانمار بإقامة منطقة آمنة داخل أراضيها لإيواء الفارين من ولاية أراكان من أقلية الروهينغا المسلمة التي تتعرض منذ أسبوعين لحملة عسكرية دامية قتل فيها مئات المدنيين وأحرقت فيها المنازل والقرى.
كما طالبت حكومة بنغلاديش سلطات جارتها ميانمار بوقف تدفق لاجئي الروهينغا عبر حدود البلدين بعدما قارب عدد الفارين إلى الأراضي البنغالية ثلاثمئة ألف شخص. وفي المقابل أعلنت سلطات ميانمار أنها ستقيم ثلاثة مخيمات لمساعدة النازحين في أراكان (راخين وفق التسمية الرسمية).
وكانت حكومة رئيسة الوزراء البنغالية الشيخة حسينة واجد تقدمت الأربعاء الماضي باحتجاج رسمي لدى ميانمار على زرع قوات الأخيرة ألغاما عند الحدود، رجحت مصادر حكومية بنغالية أن الغاية منها منع عودة مسلمي الروهينغا.
وشددت منظمات دولية -بينها منظمة العفو الدولية- على أن ألغاما زرعتها قوات ميانمار مؤخرا عند الحدود انفجرت في نساء وأطفال فارين من ولاية أراكان نحو بنغلاديش. ونفى مصدر عسكري من جيش ميانمار ذلك، وادعى أن حقول الألغام عند الحدود تعود إلى تسعينيات القرن الماضي.
وبعد انسحاب موظفي إغاثة تابعين للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من أراكان، لم يعد ينشط في المنطقة سوى الصليب الأحمر الدولي. وتضغط منظمات إنسانية دولية على حكومة ميانمار للسماح لها بالعودة إلى أراكان وتقديم ِمساعدات لمسلمي الروهينغا.
في هذه الأثناء تتزايد أعدداد الفارين من أراكان إلى بنغلاديش مع استمرار الحملة العسكرية التي بدأتها قوات ميانمار بذريعة التصدي لمسلحين من "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" هاجموا مراكز حدودية وقتلوا أفرادا من قوات الأمن.
وقالت الأمم المتحدة إنها اكتشفت اليوم السبت عشرين ألفا آخرين من اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، مما يرفع إلى 290 ألفا عدد من فروا خلال الأسبوعين الماضيين. ويتكدس هؤلاء في مخيمات تفتقر إلى الاحتياجات الإنسانية الأساسية.
ويـعتقد أن عشرات الآلاف ممن لا يزالون بولاية أراكان في طريقهم إلى الفرار من حرق القرى وهجمات الجيش والمليشيات البوذية.
وتحدثت حكومة ميانمار عن مقتل أربعمئة شخص تقريبا في الحملة العسكرية المستمرة، بيد أن تقديرات تشير إلى أن عدد القتلى قد يتعدى الألف قتيل.
وأكدت منظمات دولية أن آلاف المنازل وعشرات القرى أحرقت في الأسبوعين الماضيين، وأفادت تقارير بأعمال قتل واغتصاب ارتكبتها قوات ميانمار ضد المدنيين العزل، في حين انتقدت مستشارة الدولة بهذا البلد أونغ سان سو تشي قبل أيام ما وصفته ببث "أخبار مضللة" عما يتعرض له الروهينغا.