المقاطعة العالمية تستهدف وجود إسرائيل

000
حجم الخط

  03 حزيران 2015

في 2 حزيران 1964، في أحد الاماكن الاكثر جمالاً في القدس – فندق الاقواس السبع في جبل الزيتون، أقام أحمد الشقيري م.ت.ف. ينبغي أن نتذكر هذا التاريخ جيدا خلال التعامل مع حركة المقاطعة BDS العالمية. حدث ذلك قبل ثلاث سنوات من احتلال «يهودا» و»السامرة»، ثلاث سنوات قبل أن تصبح دولة اسرائيل ظاهرا مصدرا لانعدام الاستقرار في الشرق الاوسط، قبل ثلاث سنوات من غدو الفلسطينيين (حسب الرواية المناهضة لاسرائيل) شعبا مقموعا. وكان هدف المنظمة الكفاح المسلح ضد دولة اسرائيل. ليس من أجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة بل من اجل الغاء «الدولة اليهودية» المستقلة التي نجت من حرب 48.
هذه القصة هي الاساس في الكفاح الحالي ضد حركة المقاطعة ضد اسرائيل. من يعتقد أن هذا انتظام ضد السياسة الاسرائيلية يفوت الهدف، فالكفاح هو ضد وجود اسرائيل بصفتها هذه.
المشكلة الكبرى مع حركة BDS هي ان الحديث لا يدور عن كفاح مسلح بل عن كفاح في سبيل الوعي. حرب غير متماثلة على الرأي العام، على الشرعية ومعدلات التأييد. السلاح هو الادعاءات بخرق حقوق الانسان – معظمها مشوه، واحيانا خيالي تماما. توجد الجبهة في الغرب، في الدول الليبرالية التي تنتمي إليها اسرائيل.
مفهوم الحرب غير المتماثلة يستهدف شرح ما يحصل عندما يكون جيش كبير وقوي يقاتل ضد منظمات «عصابات الارهاب». كل اسرائيلي عادي يعرف قيود القوة. «حماس» استخدمت الاولاد والمدنيين دروعا بشرية، كي يمتنع الجيش الاسرائيلي عن اطلاق النار. اما بالنسبة لمنظمات «الارهاب»، بالمقابل، فلا توجد قواعد وقيود اخلاقية. هكذا في القتال وهكذا في الكفاح ضد اسرائيل بوساطة الـ BDS. حرب لا توجد فيها قواعد، لا توجد قيود اخلاقية، ولا توجد حقيقة وكذب.
في ايار قبل 13 سنة بالضبط التقطت بالصدفة طائرة صغيرة بدون طيار عسكرية جنازة وهمية في مخيم جنين للاجئين. وكان على الحمالة فلسطيني شاب ملفوف بعلم يحيط به الناس. والهدف هو لائحة اتهام اخرى ضد الجيش الاسرائيلي بعد حملة «السور الواقي». تلفيق آخر بجرائم حرب وانتزاع التنديد في أرجاء العالم بمذبحة لم تقع ولم تكن. وقد تحطمت الخطة في اللحظة التي سقطت فيها الحمالة واختفى الشاب؛ يهرع بساقيه الميتتين نحو الزاوية.
بعد هذا الحدث جاء ايضا الفيلم الكاذب لمحمد بكري «جنين جنين» الذي روى مذبحة في مخيم اللاجئين واصبح رائجا لدى منظمات حركة الـ BDS وهكذا ايضا الادعاءات في نهاية 2013 عن قتل شعب ترتكبه اسرائيل بحق البدو في النقب – على خلفية خطة تسوية الاراضي. 
دولة ديمقراطية ذات سيادة لا يمكنها ان تكذب، تلفق، أو تدعي ادعاءات بلا براهين حقيقية. هناك احيان تخطئ فيها الجهات الرسمية، وهناك أحيان عديدة لا تروى فيها الاحداث، ولكن لدولة مثل اسرائيل توجد قيود. لا يمكن اللعب بقذارة في المعركة على الوعي.
وبشكل محمل بالمفارقة فان جبهة الكفاح هي بين اناس مثقفين، ليبراليين، وذوي قدرة نظرية على إجراء النقد الذاتي. وهكذا، في كل سنة يحيون في أكثر من 150 جامعة في العالم اسبوع الابرتهايد الاسرائيلي. يعرضون «الفظائع الاسرائيلية»، واحيانا التشبيه بالنازية او «مجرد» الاتهام بقتل شعب.
من تلفيق الاتهامات الى الافعال – المسافة قصيرة. في ربيع 2010 اصبحت بيركلي الجامعة الاولى التي حاول فيها مجلس الطلبة الاعلان عن مقاطعة شركات تتاجر مع اسرائيل. قبل سنة من ذلك أصبح صندوق نرويجي لاول مرة  صندوقا يسحب الاستثمارات من شركة اسرائيلية – هي «البيت» للاجهزة. صندوق تقاعد يسحب أمواله من اسهم «افريقيا اسرائيل» باسم المقاطعة، وحفنة من الفنانين خافوا من روتجر ووترز قرروا عدم الوصول الى اسرائيل.
ان نجاح حركة الـ BDS هامشي بتعابير اقتصادية ولكنه ذو مغزى في أنه يخلق عالما افتراضيا فيه الخير هو الشر والعكس. بعض شركاء المنظمات الفلسطينية هم يهود، بل اسرائيليون، يريدون سياسة اخرى، ولا يرون خلف الـ BDS رغبة في خلق دولة اخرى. اسرائيل غير كاملة – هناك ما يمكن تحسينه – ولكن المسافة بين الادعاءات التي توفر نزع الشرعية والواقع هي المسافة بين الكذب والحقيقة. كيف الكفاح؟ قبل كل شيء من خلال معرفة ما يحصل وليس أقل اهمية من ذلك معرفة ما حصل.

 عن «يديعوت»