بحث وزير شؤون القدس، المحافظ عدنان الحسيني، مع رئيس بعثة الصليب الاحمر في مدينة القدس الجديد دافيد كاين، على تطورات الأوضاع في المدينة المقدسة.
وشدد الحسيني لدى استقباله، اليوم الأربعاء، رئيس البعثة، على ضرورة تقييم تطورات الأوضاع وبلورة سياسة واضحة وممنهجة والاستفادة من أية فرص متاحة لحث إسرائيل على تغير سياساتها خاصة في مدينة القدس والاستيطان وتصاعد حدة التوتر في المسجد الأقصى المبارك وتزايد وتيرة العنف، التي من شأنها القضاء على فرص السلام في المنطقة .
ودعا الصليب الأحمر الى ممارسة دور فعال في كشف الممارسات الاسرائيلية التعسفية بحق أبناء الشعب الفلسطيني وممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال، التي تعتبر نفسها فوق القانون.
وأشار الى أن سلطات الاحتلال تدفع بالمنطقة الى الهاوية عبر انتهاكاتها السافرة لحرمات المقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى المبارك واستخدام أساليب التزوير والتزييف لقلب الحقائق التاريخية والدينية.
وحذّر من أن الوضع الراهن في المدينة المقدسة ينذر بالانفجار، خاصة بعد تكثيف الاحتلال الحملات العدائية الانتقامية، بعد الانجاز الذي حققه أبناء الشعب الفلسطيني وإجبار الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن قراراتها التعسفية بشأن المسجد الأقصى.
ووصف الحسيني المخططات الاستيطانية وأهدافها المبيتة في منطقة القدس والممارسات الاسرائيلية في المدينة المقدسة، بالتطهير العرقي وخلق نظام فصل عنصري، موضحا ان السياسات الاستيطانية الإسرائيلية خاصة في مدينة القدس وعربدات المستوطنين المخالفة لأبسط قوانين وأعراف الإنسانية والحقوقية تهدف الى خلق واقع جديد للعاصمة الفلسطينية المحتلة وتحويلها إلى مدينة يهودية خالصة عن طريق التطهير العرقي للفلسطينيين مسلمين ومسيحيين من وطنهم ودولتهم.
ولفت إلى ان نسبة المسيحين في القدس قبل عام 1967 كانت 40%، فيما اصبحت الآن لا تتجاوز 1% وبالنتيجة فان معاناة الشعب الفلسطيني ستستمر جراء سياسات الطرد الإسرائيلية، التي تمس حقوقهم الأساسية في الحرية والأمن الشخصي والممتلكات والمساواة أمام القانون والكرامة وغيرها.
وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بيتر مايرور وفي ختام زيارته للمنطقة قبل عدة أيام والتي التقى خلالها مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين قد صرح أن الأنشطة الاستيطانية قيدت حرية الفلسطينيين في الحركة والتنقل وغيرت إلى حد كبير النسيج الاجتماعي والاقتصادي لمجتمعات بأكملها في الأراضي المحتلة وحدت من قدرة الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية ومواردهم الطبيعية وقللت من فرصهم في التعليم والعمل، كما أفضت الى التهجير.
وقال إن سياسات التوسع الاستيطاني التي مارستها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في العقود الماضية سهّلت عملية فرض الأمر الواقع بضمها لأجزاء كبيرة من الأراضي المحتلة.