شهر العسل الإسرائيلي الحمساوي مهدد بالإنتهاء

حرب
حجم الخط

كتب آفي يسخاوف في موقع "واللا" العبري :"المنظمات الجهادية في قطاع غزة تدرك أن "إسرائيل" هي القصبة الهوائية للتنفس الحمساوي، وإن إسرائيل هي الوحيدة المعنية ببقاء حكم حماس في قطاع غزة، فمن أجل المس بحركة حماس يطلقون الصواريخ من قطاع غزة، وبذلك يبددون الهدوء الوهمي لمنطقة الجنوب.

نص المقال كما جاء من ترجمة مركز أطلس:
 

 نشرت دولة إسرائيل، الليلة (الماضية)، تصريحًا مفاده أنها ترى في حماس مسؤولة عن إطلاق صواريخ، أمس، باتجاه الجنوب؛ وهذا تصريح دراماتيكي من نوعه، غير انه خالي المضمون، ليس لأن حماس ليست مسؤولة عن الإطلاق فقط، بل لأن حكومة إسرائيل معنية بالحفاظ على حكم التنظيم في القطاع، الرد الإسرائيلي الذي جاء على هيئة قصف مواقع فارغة لحماس انتهى وكما هو متوقع دون إصابات، وحماس باتت تعلم ماهية هذا السلوك: تسقط الصواريخ على إسرائيل فيخلي التنظيم مواقعه وتقصف إسرائيل مواقع خالية، ومن ثم تعود الحياة الى طبيعتها لغاية العرس القادم.

"جهات أمنية" بدون ذكر أسماء، أوجزت الليلة (الماضية) التقارير الإسرائيلية، اهتموا بوصف خلفية إطلاق الصاروخين، وأشاروا بوضوح الى المعارك الدائرة بين حماس والمجموعات السلفية في قطاع غزة، وكأنهم تحولوا للحظة الى محللين فلسطينيين، وخلاصة القول: ربما يزعم سكان الجنوب بأنهم غير مستعدين ان يصبحوا رهائن للمواجهات بين المنظمات داخل القطاع، ولكن هذا هو الأمر الواقع؛ هكذا كان في الأسبوع الماضي عندما أدت خصومة بين شخصين من الجهاد الاسلامي الى إطلاق صاروخ، ويبدو ان ذات الأمر حدث هذه المرة.

مقتل الناشط المركزي في المجموعات السلفية بأيدي قوات أمن حماس؛ أدى بهؤلاء الى التهديد بأنهم سيردون خلال 48 ساعة على مقتله، في البداية كان بالإمكان الاعتقاد بأن نمط الرد سيكون في الانقضاض على موقع أو مقر تابع لحماس، بينما فهمنا الليلة ان نوع الرد الذي اختير كان إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، وحتى المجموعات السلفية تفهم ان حكام قطاع غزة وضعوا نصب أعينهم هدفًا، وهو الحفاظ على التهدئة مع إسرائيل، في نهاية الأمر تريد إسرائيل حماس حاكمًا لغزة.

ومن المفارقات في الأشهر الأخيرة؛ فإن إسرائيل هي الرئة المركزية لحكم حماس في غزة، وأكثر من ذلك هي الجهة الوحيدة في المنطقة - والوحيدة في العالم - المعنية بالحفاظ على حكم حماس في القطاع، كمية البضائع الداخلة الى القطاع هذه الأيام تزداد بشكل متواصل، منسق أعمال الحكومة في المناطق العقيد يواف موردخاي سمح أيضًا بإدخال مواد مزدوجة الاستخدام الى غزة، مثل تلك المواد التي قد تستخدم في إنتاج الوسائل القتالية، من خلال الاعتقاد بأن الخطر سينخفض مستواه في حال تحسن الوضع في غزة.

في مؤتمر صحفي خاص عقده المبعوث القطري لغزة محمد العمادي؛ وبه أشاد بالجنرال بولي بسبب ان إسرائيل سمحت بإدخال المواد للقطاع، وربما العناوين التي تم إخفاؤها في نهاية حديث الدبلوماسي القطري انه يتم دراسة الآن طلب فلسطيني لإقامة خط غاز بين إسرائيل وغزة، والذي سيشمل إقامة محطة خاصة بالجانب الاسرائيلي من أجل زيادة تزويد كمية الكهرباء لمحطة الطاقة في غزة، فعلاً شهر عسل، خسارة ان المنظمات السلفية تحاول إفساده.

ومن غير الممكن الشك بادعاءات مسؤولي السلطة الفلسطينية، انهم ادعوا عدة مرات ان إسرائيل تتفاوض مع حماس على هدنة طويلة الأمد وتهمل الحوار مع السلطة، وذكر هؤلاء المسؤولين أسماء معينة لشخصيات اسرائيلية، بعضهم تم تعيينه لهذا الأمر وبعضهم لا، ولا يمكن نشر أسماءهم، يديرون مفاوضات مباشرة مع حماس.

تركز هذه المحادثات على إعادة جثث الجنود الإسرائيليين، والتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد بين اسرائيل وحماس، في الواقع هناك اتفاق حالي قائم من هذا النوع، في الوقت الحالي تحاول حماس عبثًا الحفاظ عليه، وإسرائيل من جانبها تؤمن بمبدأ الهدوء مقابل الهدوء، بالإضافة إلى أن التسهيلات الاقتصادية التي ستساعد حماس باستقرار وضع غزة.

في نفس الوقت؛ لا يستطيع سكان الجنوب بناء الهدوء حقًا، قطاع غزة كقيادة لا تقود، العداء بين جماعتين أو حزبين متناحرين سينتهي على الأغلب بإطلاق نار على الإسرائيليين، الرد الإسرائيلي، من اجل الرأي العام، سيكون أشد مع الوقت كما يبدو طالما أن إطلاق النار يأتي من القطاع؛ وبذلك، رويداً رويداً، وبخطوات صغيرة، شهر العسل بين حماس وإسرائيل على وشك نهايته.