أكدت صحيفة هارتس العبرية أن الاحتلال غير معني أبداً بتكرار سيناريو الصيف الماضي في غزة، وأن تهديدات المسؤولين بحرب جديدة“فقاعات هواء” ليس أكثر.
وفي هذا السياق ذكر المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”عاموس هارئيل، أنه على الرغم من الشدة التي أظهرتها تصريحات المسؤولين بحكومة الاحتلال ونواب الكنيست، وتحريضهم على شن حرب جديدة ضد حركة “حماس” في قطاع غزة، فإن هذه لا تتعدى كونها “شعارات فارغة” ومناقضة لما ستتبعه حكومة الاحتلال.
وأضاف هارئيل أنه حتى الساعة لا يبدو أن حكومة نتنياهو تنوي الرد بعنف على الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة. فخلال أسبوع سقط صاروخان إلا أن نتنياهو ويعالون يدركون أن العدوان القادم خلال الصيف لن ينتهي بنتائج مبهرة، حتى وإن كان الجيش مستعداً، لذا فهم يفضلون السكوت.
وعليه، بحسب الكاتب، فإن حكومة الاحتلال سوف تكتفي بالشعارات والتهديدات أمام وسائل الإعلام إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، أي سقوط صواريخ متفرقة من غزة على مناطق مفتوحة كما هو الحال منذ صيف 2014 .
ووضح هارئيل في هذا السياق أن الحرب قد تنشب في حالتين فقط، الأولى إذا بادرت حركة “حماس” وجناحها العسكري بحرب معلنة ضد الاحتلال، أو إذا اتخذت خطوة يعتبرها الاحتلال “تصعيداً” واضحاً. ويعتبر هذا السيناريو مستبعداً لأن من مصلحة حركة حماس الحفاظ على الهدوء على حدودها مع دولة الاحتلال وعدم جره إلى حرب جديدة في الوقت الراهن مراعاة لأوضاع مواطني القطاع الذين تأثرت حياتهم بشدة بعد الحرب الأخيرة .
أما العامل الثاني الذي قد يدفع الاحتلال إلى شن حرب جديدة فهو سقوط قتلى من الجانب الإسرائيلي . أو أن تتمكن هذه الصواريخ من إصابة هدف استراتيجي وهام بالنسبة للاحتلال.
يذكر أن 3 صواريخ أطلقت من قطاع غزة، الأربعاء الماضي، وسقطت على الأراضي المحتلة عام 1948، في منطقة عسقلان. وبحسب تقارير صهيونية وفلسطينية فإن تنظيماً سلفياً هو المسؤول عن إطلاقها, في محاولة منه لجر حركة حماس إلى حرب جديدة مع الاحتلال حتى يتمكن من التحرك بحرية في قطاع غزة .
وعلى الرغم من إدراك الاحتلال لسبب القصف، فإن طيران الاحتلال قصف مواقع لكتائب “عز الدين القسام” التابعة لحماس في غزة فجر الخميس.
كما أطلق مسؤولون اسرائيليون التهديدات بشن حرب ضارية جديدة على غزة، وانتقد قسم من نواب الكنيست مثل “أفيغدور ليبرمان” سياسة نتنياهو في الرد، الذي اعتبروه “ضبطاً للنفس” ودعوا إلى المزيد من القسوة.