أحيا المئات من أهالي صندلة والداخل الفلسطيني، الذكرى الـ 60 لمجزرة صندلة، والتي وقعت في العام 1957 (17 أيلول) وأسفرت عن استشهاد 15 طفلاً من طلاب مدرسة صندلة كانوا في طريق عودتهم إلى منازلهم عندما انفجرت بهم قذيفة وضعها مسؤول في الوكالة اليهودية في المكان.
وتقدم الحضور في المهرجان الذي دعت إليه لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية واللجنة الشعبية لإحياء ذكرى شهداء صندلة، قادة التيارات السياسية المختلفة في الداخل الفلسطيني.
وتولى عرافة المهرجان وائل عمري، الذي توجه بالشكر للجنة المتابعة ولجنة الحريات واللجنة الشعبية في صندلة، على تبني المهرجان واخراجه إلى النور بعد 60 عاماً على المجزرة، كما شكر الجهات الداعمة للمهرجان، ومنها مخرج المهرجان الفنان سليم عواودة الذي تفرغ متطوعاً لإخراجه بفقراته الفنية المتميزة، ومنها “فيديو كليب” “سرب الحمام” الذي أدته فرقة الاطفال من صندلة وفيه محاكاة للمجزرة على وقع اغنية مؤثرة من وحي الحدث المروع.
ثم ذكّر عمري الحضور بأسماء شهداء المجزرة من الأطفال وهم: آمنة عبد الحليم عمري، طالب عبد الحليم عمري، غالب عبد الحليم عمري، محمد عبد الله عمري، اعتدال عبد القادر عمري، رهيجة عبد اللطيف عمري، سهام زكريا عمري، صفية محمود عمري، عبد الرؤوف عمري، فاطمة أحمد يوسف عمري، فهمية مصطفى عمري، محيي الدين أسعد عمري، يوسف أحمد محمد عمري، يحيى أحمد حسن عمري.
وكانت الكلمة الأولى، لأهالي صندلة وذوي الشهداء، ألقاها الشيخ محمود عمري، وقال فيها: "60سنة من الآلام من النسيان أو التناسي، 60 سنة من الكتمان ومن التجاهل وتشويش الأدلة، لكن أهالي صندلة لم ينسوا هذا اليوم 17 ايلول 1957، وهذا العرس الوطني الكبير، الذي نعتز به، يؤكد أن دماء الشهداء لم تذهب هدراً حيث وحدتنا على كلمة حق ووفاء وخير".
وأضاف "كان جيلنا، وقد ولدت بعد المجزرة بعام، يسأل لماذا يقال أبو فلان ولكن فلان غير موجود، كانوا يسكتوننا لأن الألم شديد، اخفاء أدلة ضياع قضية كقضايا أخرى لشعبنا الأخرى، ولكن الدماء لا تذهب هدرًا ومباركة وجعلتنا نتذكر ونتوحد ولو متأخرين بعد 60 سنة، ولكن ان نستيقظ أفضل من أن نبقى نياماً".
من جانبه، قال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة: "في مجزرة صندلة قتلوا الأطفال ولم يكبروا وبقوا أطفالاً، وأجيالهم اليوم أجداد، ندين سفاح الطفولة الذي أودع الأرض نارًا وحرقاً ومتفجرات".
وحيا بركة أهالي صندلة وكل من شارك في المهرجان من أهل الداخل الفلسطيني، لانتصارهم لشهدائهم في الذكرى الـ 60، مشدّدًا على أن "لجنة المتابعة تقف بكل شموخ إلى جانب صندلة وأهالي صندلة انتصارًا للشهداء واهالي الشهداء".
وقال إن "من يرى بنا عبئًا نعرف سبب حقده علينا، لأن وجودنا متكامل مع تضاريس الوطن ولأن لغتنا لغة الوطن في وجه الدخلاء الذين يحاولون اغتيالنا معنويًا وفعليًا".
وأرسل بركة تحية المهرجان إلى الشيخ رائد صلاح في سجنه، وقال: "نحيي هذا الرجل الموجود دائما في مقدمة العمل الوطني والاجتماعي والديني في مجتمعنا، يقلقهم بمواقفه وتمسكه بها يقلقهم شموخه، ويعتقدون بحمق أن وضعه خلف القضبان في الظروف التي هو فيها، سيفت من عضده، لكن شموخ الشيخ وشعبه أقوى من زنازين السجانين وهرطقات الصهاينة الدخلاء".