نشر الموقع الرسمي لإذاعة فرنسا الدولية تقريراً حول مشكلة المياه الصالحة للشرب في غزة، والحل الذي اقترحه مهندس فلسطيني شاب للتمكن من تجاوزها.
وكتب الموقع، أنه في الوقت الذي يحتفل قرابة 100 بلد باليوم العالمي للبيئة، الذي يصادف الخامس من حزيران/ يونيو، يتجرع 1.8 مليون غزاوي طعم الماء المرير بسبب تلوث مصدر المياه الوحيد بالمنطقة.
في الوقت الذي تنبأت فيه منظمة الأمم المتحدة، حسب الموقع، بنفاذ مخزون قطاع غزة من المياه الصالحة للشرب مع حلول سنة 2020، توصل المهندس الفلسطيني الشاب ضياء أبو عاصي لحل ينقذ القطاع من هذه الكارثة؛ حيث اقترح آلة لتهيئة مياه البحر للاستعمال.
وأشار الموقع إلى أهمية مشروع المهندس "ضياء أبو عاصي"، معتبراً إياه الحل الأخير لانقاذ قطاع غزة من الموت عطشاً. هذا وقد تمكن ضياء من الحصول على تمويل من الجامعة الإسلامية بمساهمة من أحد مراكز البحث بعمان، مما مكنه من توظيف النانو تكنولوجيا.
وأشار الموقع إلى المصاعب التي تعترض المهندس الشاب على اعتبار كونه مواطناً من أبناء قطاع غزة؛ حيث كان قد حرم من تقديم مشروعه في رام الله على إثر رفض منحه تصريحًا بمغادرة القطاع المحاصر منذ ما يناهز الـتسع سنوات.
ويتمثل هدف ضياء أبو عاصي، في "إنقاذ غزة من الكارثة المتوقع حصولها مع حلول سنة 2020"، حيث استمات في البحث لمدة سنة كاملة أجرى فيها 174 تجربة قبل أن يتمكن من الحصول على نسبة ملوحة منخفضة تجعل من مياه البحر قابلة للشرب بفضل النانو تكنولوجيا والتصفية الدقيقة التي تخلصها من البكتيريا والملح.
وأعلن الموقع عن تمكن المهندس الشاب من تصفية ألف لتر من المياه يوميا، منبها إلى ضرورة الترفيع من هذه الكمية حتى تصبح قادرة على تلبية احتياج كافة سكان غزة.
كما أحال الموقع على تقديرات فريق العمل المرافق لضياء أبو عاصي بضرورة توفير 300 مليون دولار لإنشاء معمل مجهز بمعدات تسمح بمعالجة مياه البحر الأبيض المتوسط وتهيئتها للاستعمال البشري، غير أن طلب التمويل الذي أرسله الفريق لحكومة الوحدة الوطنية لم يلق أية إجابة إلى اليوم.
وأشار الموقع إلى الخطر الذي يتهدد المشروع جراء القصف الإسرائيلي المتوقع حصوله في أية لحظة؛ مما يعيق إمكانية تمويل استثمار بهذا الحجم، مذكراً بما حدث في الحرب الأخيرة من استهداف قذيفة دبابة إسرائيلية لمحطة للطاقة، غير أن هذه الصعوبات لم تمنع المهندس الشاب ضياء أبو عاصي من التعهد بإنجاح مشروعه.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد نبهت، حسب ما أورده الموقع، إلى تضاعف المشاكل الصحية بقطاع غزة بسبب تلوث المياه، حيث سجل "ارتفاع نسبة الإصابة بالإسهال لدى الأطفال خاصة".
وذكر الموقع بوجود بعض وحدات تحلية المياه في القطاع، إلا أنها لا تكاد تكفي 150 ألف مواطن؛ في حين يضطر البقية لشراء قوارير مياه من مزودين خواص مما يثقل كاهل ثلث الأسر الغزاوية بسبب الفقر.
وأفاد الموقع بأن معدل استهلاك الغزاويين للمياه يعد متوسطا، إذ أن نصف مخزون المياه الذي يبلغ 180 مليون مكعب هو من نصيب قطاعي الصناعة والزراعة. غير أن المصدر الوحيد لهذا السائل الثمين يتمثل في مائدة للمياه الجوفية؛ شديدة التلوث بسبب الاستغلال المفرط وخاضعة لاستعمال مفرط مما يجعل من مياهها غير صالحة للاستعمال وإن كان اغتسالا.
وأضاف الموقع أن هذه الأزمة المائية تزداد سوء يوماً بعد يوم، حيث ضاعفت الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة من شدتها.
من جهة أخرى صرح الموقع بأن إسرائيل لا تبدي استعداداً لتعديل سياسة التقسيم غير العادل للثروة المائية بالمنطقة في حين تؤكد السلطات على بلوغ منسوب تلوث المائدة الغزاوية مستوى 97% في ظرف سنة من الآن، مما يجعل من استغلالها على غاية من الخطورة
ونبه الموقع إلى عظم الضغط واشتداده مع توقع ازدياد 500 ألف نسمة في ظرف خمس سنوات، مما سيجعل العيش في القطاع مستحيلا حسب تقدير روبارت تورنر، مدير برنامج الأمم المتحدة في غزة.