التقى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، بعدد من المجموعات الشبابية للحديث حول عدة موضوعات تهم الشأن الفلسطيني الداخلي.
جاء ذلك اليوم الخميس، في قاعة فندق الكومودور بمدينة غزة، بحضور نخبة من الإعلاميين والناشطين لبحث العديد من المحاور التي تهم الشأن الفلسطيني، خاصة بعد قرب إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس.
وأطلع السنوار خلال اللقاء المفتوح النخب الشبابية على نتائج لقاءات القاهرة، وسبل ترجمة تلك التفاهمات إلى واقع ملموس يمكن البناء عليه لتوحيد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني خاصة في قطاع غزة.
وأفاد أحد الحضور خلال اللقاء المغلق، أن السنوار قال: "سنقدم تنازلات كبيرة جداً، وكل تنازل سيكون صاعق ومفاجئ أكبر من الذي قبله، لكي نحقق المصالحة من أجل أن ينتهي الانقسام"، مؤكداً حرص حركته على وحدة الموقف الفلسطيني أمام العالم.
وأشار خلال حديثه لوكالة "خبر"، إلى أن حماس قوية ومتينة، لكنها ضاعفت قوتها ليس لحكم غزة، بل لتحيق حلم الشعب الفلسطيني بالتحرير وإقامة الدولة المستقلة، مشدداً على إلتزام حركته بإطلاق سراح كل أسير فلسطيني وعربي يقبع داخل سجون الاحتلال.
وتابع السنوار خلال حديثه للنخب الشبابية: "سأكسر عنق كل من لا يريد المصالحة سواء كان من حماس أو غيرها"، مؤكداً على أن اللقاء كان ملغماً بالتصريحات، وتعتليه الجدية في كثير من الجوانب، خاصة تفهمه لواقع الحياة والظروف الإنسانية بغزة.
وأضاف: "ليس هناك مجال لتضييع مزيد من الوقت وقرار المصالحة من قبل حماس 100% وجاد وسنقدم تنازلات صاعقة من أجل ذلك"، مشدداً على أن قرار المصالحة وإنهاء الانقسام قرار استراتيجي لارجعة فيه ودونه قطع رقاب.
ونوه السنوار إلى أنه يضع خلف مكتبه صور الشهداء: "ياسر عرفات، وأحمد ياسين، وفتحي الشقاقي"، قائلاً: "منهم نستمد القوة والعزم لمواصلة مسيرة التحرر".
ولفت إلى أن :حماس أعلنت عن حل اللجنة الإدارية في صبيحة اليوم الذي توجه فيه الرئيس محمود عباس للجمعية العامة للأمم المتحدة، لكي نقول إننا نريد أن نكون أقوياء وقوته مكسب لنا"، موضحاً أن "حكم حماس بالقطاع أتفه من أن يموت طفل داخل حضانة مستشفى لا يوجد بها علاج".
وأردف: "أنا ومعي جمهور الشباب سأكسر عنق من لا يريد المصالحة من أبناء حماس قبل فتح"، مؤكداً على أن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف من الداعمين بقوة لخيار المصالحة:
وقال موجهاً حديثه للشباب: "أنتم عماد الأمة وأنا معكم حتى تلبيه كل حقوقكم على اعتبار أنكم ستكونون قادة ومفكرون وسياسيون في المستقبل"، مضيفاً: "يجب أن نتعالى على الحسابات الحزبية، وسنطرق كل الأبواب لفتح الأفق أمام الشباب".
وشدد السنوار، على أن كتائب القسام لديها بنيه عسكرية ممتازة جداً، وأن مدينة غزة يوجد أسفلها مدينة أخرى، "ولدينا أنفاق قادرة على إعطاء المقاتل حياة تستمر لفترات طويلة".
وأكد على وجود تنسيق عالي بين كتائب القسام والأذرع المسلحة في القطاع التابعة لكافة الفصائل؛ معرباً عن أمله في دمج الجميع داخل إطار الجيش الوطني الفلسطيني.
وبيّن أن السنوار استمع لكافة مشاكل الواقع والخريجين والبطالة والواسطة، وقضية انتخابات المجالس الطلابية في الجامعات، كما استمع للكثير من التطلعات والآمال التي يفكر بها الشباب، مؤكداً على أنه أنصت لكل حرف وكلمة تمت خلال اللقاء
وفي ذات السياق، طرح المجموعات الشبابية العديد من التساؤلات حول مستقبل الأجيال الشابة في قطاع غزة في ظل انعدام فرص العمل، ووصول الأوضاع إلى مراحل متأزمة لا يمكن تحملها، بالإضافة إلى النتائج التي سيلمسها الشباب بعد إتمام تفاهمات القاهرة.
يشار إلى أن حركة حماس أعلنت في 17 سبتمبر/أيلول الجاري، حلّ اللجنة الإدارية التي شكّلتها في قطاع غزة لإدارة المؤسسات الحكومية؛ وذلك "استجابةً للجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام".
وجاء حل اللجنة، في إطار جهود بذلتها مصر، خلال الفترة الماضية، لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام المتواصل منذ منتصف 2007، في ظل تواجد وفدين من قيادات "حماس" و"فتح" بالعاصمة القاهرة، آنذاك.
الجدير ذكره أن وفدًا برئاسة رئيس حكومة التوافق الوطني د. رامي الحمد الله، سيصل قطاع غزة الإثنين المقبل تطبيقاً لتفاهمات القاهرة بتسلم الحكومة لمهامها بالقطاع، وصولاً إلى إنهاء الانقسام وإتمام ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بعد 11 عاماً من الفرقة والانقسام.