خالد: الإدارة الأميركية تتواطأ مع حكومة إسرائيل لفرص تسوية تصفوية للقضية الفلسطينية

خالد: : الإدارة الأميركية تتواطأ مع حكومة إسرائيل لفرص تسوية تصفوية للقضية الفلسطينية
حجم الخط

اتهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تيسير خالد، الإدارة الأميركية بتدمير فرص التقدم إلى الأمام في تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي من خلال تواطئها الصريح والواضح مع حكومة إسرائيل في كل ما يتصل ليس فقط بنشاطات إسرائيل الاستيطانية بل وبكثير من تفاصيل التسوية السياسية.

وأضاف خالد في تصريح تلقت وكالة "خبر" نسخة عنه، بأن الإدارة الأميركية وعلى لسان المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات لما يسمى عملية السلام، أوضحت في أكثر من مناسبة كان آخرها مؤتمر المانحين في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل لا يقبل التأويل أنها أدارت ظهرها لسياسات الإدارات الأميركية السابقة بشأن تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وبدأت تعمل وفقاً لمقاربة سياسية جديدة تقوم على قبول الموقف الإسرائيلي بشأن الاستيطان وبأنه لا يشكل حتى مجرد عقبة في طريق التسوية السياسية أو السلام، ما أعطى ضوءاً أخضر لحكومة بنيامين نتنياهو للتوسع غير المسبوق في نشاطاتها الاستيطانية منذ مطلع العام، وعلى  تجاهل خيار ما يسمى حل الدولتين باعتباره خياراً أثبت فشله على امتداد السنوات والتركيز على حلول في إطار ترتيبات إقليمية يجري من خلالها توسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية لحكم ذاتي موسع في المناطق المصنفة ( ا + ب ) وفقاً للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطينين وتحسين مستوى معيشة الفلسطينيين تحت الاحتلال، وهو ما يتطابق تماماً مع خطة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية "ايباك" التي أعدها كل من دينيس روس وديفيد ماكوفسكي ووضعاها على جدول أعمال الفريق، الذي شكله الرئيس الأميركي الجديد دونالد لرعاية جهود ما يسمى عملية السلام برئاسة صهره جاريد كوشنير ومساعده جيسون غرينبلات.

وفي السياق، لفت خالد الانتباه إلى خطورة تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مؤخراً في احتفالات مرور خمسين عاماً على سياسة السطو اللصوصي على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس، حيث قال خلال لقائه مع مجلس المستوطنات، إنه التقى مع السفير فريدمان والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي، جيسون غرينبلات، وأنه نجح في إقناع الأميركيين بعدم وجود فرق بين الكتل الاستيطانية والمستوطنات وأنه استعرض معهما خطط بناء في المستوطنات ستشمل  3000 وحدة سكنية ستتم المصادقة عليها بعد الأعياد اليهودية، وتصريحات سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى تل أبيب، ديفيد فريدمان والتي  قال فيها إنه يرى المستوطنات على أنها جزء من إسرائيل وأنه في تسوية مستقبلية ستحتفظ إسرائيل بجزء كبير من الضفة الغربية وبأن للمستوطنات اعتبارات هامة لإسرائيل ليس من الناحية الامنية وحسب بل ومن النواحي القومية والتاريخية والدينية.  

ودعا تيسير خالد في ضوء ذلك كله القيادة الفلسطينية الى مغادرة سياستها الانتظارية  وسياسة الرهان على الصفقة التاريخية، التي بشر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أخذت ملامحها تتضح في تصريحات المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين وفي التواطؤ بين الإدارة الأميركية وحكومة إسرائيل والعودة إلى قرارات الاجماع الوطني كما عبرت عنها قرارات المجلس المركزي الفلسطيني في دورة انعقاده الأخيرة قبل أكثر من عامين ونصف وقرارات اللجنة التنفيذية والتي تدعو إلى إعادة بناء العلاقة مع إسرائيل باعتبارها دولة احتلال استيطاني كولونيالي ودولة تمييز عنصري (أبارتهايد) والتعامل معها على المستوى الدولي على هذا الأساس، حتى لا نعود من جديد إلى ملهاة مضيعة الوقت برعاية الولايات المتحدة الأميركية.