بهذا هتف الفلسطيني، وعليه أن لا يتوقف ويواصل الهتاف ومعه الأردني وكل العرب والمسلمين والمسيحيين الذين يؤمنون أن فلسطين هي وطن الفلسطينيين، وأن لا وطن لهم سواه، رداً على احتفالات قادة الدولة المارقة التي اقيمت بفعل الاغتصاب والاحتلال وقيم الأبارتهايد الصهيوني اليهودي الاسرائيلي، على أرض فلسطين، فالاحتفال الذي قاده نتنياهو وقادة المستوطنين المستعمرين في بيت لحم، يشير الى ضرورة الصحيان واليقظة لكل من رفع شعار « تمضية الوقت « لدى بعض قادة الفلسطينيين، لعل الحال يتغير، وهو لن يتغير بمفرده، بل يحتاج لأدوات التغيير، والبشر هم أدواته، وها هو يتغير نحو تخليد الاستعمار الاستيطاني التوسعي واستعمال مفردات استفزازية للعقل وللمشاعر وللواقع المأساوي لأن الاحتلال وأدواته يعملان على تغيير الواقع لصالحهما، لصالح بقاء الاحتلال واستمراريته، وحال شعب فلسطين لن يتغير اذا لم يلتقط الشعب الفلسطيني نفسه أهمية أن يبادر هو لتغيير الواقع، كما حصل في المنفى عبر منظمة التحرير قبل عام 1993، وكما حصل داخل الوطن عبر الانتفاضة الأولى عام 1987، والانتفاضة الثانية عام 2000، وانتفاضة القدس الثالثة تموز 2017، وما الفعل الذي تحقق في القاهرة ببدء خطوات المصالحة، الى قبول فلسطين عضواً في الانتربول الدولي، الى عملية نمر الجمل من بيت سوريك، سوى خطوات ومواقف دالة على أن شعب فلسطين مازال يقظاً معطاء رغم نتائج القمة الأميركية الاسلامية يوم 21/5/2017، والتي تحولت لتكون عنواناً متسلطاً على مواقف وسياسات البلدان العربية والاسلامية.
هتف الفلسطيني ارحلوا عن بلادنا رداً على الانحدار الأخلاقي والسياسي الذي يتماهى مع نتنياهو وفريقه من المستعمرين، وهو ذاك الذي صرح به، وأعلنه سفير واشنطن لدى تل أبيب ديفيد فريدمان بقوله ان حدود المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي « لم تكن آمنة «، قبل عدوان واحتلال عام 1967، وأنه خلال أي تسوية مقبلة ( قل استسلام مقبل ) يرى فيردمان أن المشروع الاستعماري الاسرائيلي سيتوسع ويحتفظ « بجزء كبير من الضفة « الفلسطينية مع التأكيد وفق كرم فريدمان ونتنياهو « سيتم اعادة مناطق غير مطلوبة لأمن اسرائيل « ويرى السفير الأميركي أن وجود المستعمرات الاسرائيلية اليهودية على أرض فلسطين، يعود لأسباب ليست مقتصرة على الدوافع الأمنية بل لتوجهات « قومية ودينية « لدى الاسرائيليين.
فرديمان عبر تصريحاته، لا يحترم مشاعر الفلسطينيين ووجودهم وحقوقهم، وكأنهم غير موجودين، لا قيمة لهم، لا اعتبار لمصالحهم، وهو لا يتصرف كسفير دولة يجب أن تتوفر لديها الحد الأدنى من احترام قرارات الأمم المتحدة، ومعايير حقوق الانسان، وكونها وسيطاً بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ولكنه يتصرف وينتصر لخياراته وخلفيته كونه مستوطناً مستعمراً، يملك بيتاً في مستعمرة اسرائيلية قائمة على أرض فلسطينية منهوبة ومصادرة، قبل أن يُعين سفيراً لدى تل أبيب، ولذلك لم تكن تصريحات فريدمان مفاجئة لمن يعرف من هو، وما هي خلفيته كمستوطن، وواحد من الفريق اليهودي الذي قاد حملة ترامب الانتخابية مع كوشنير وجرينبلات وثلاثتهم يهود صهاينة متعصبون .
يتوهم من يعتقد أن قوة ونفوذ المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي وتفوقه سيبقى مخلداً، فها هو السفير السابق أوري سفير عبر صحيفة معاريف يوم 26/9/2017، يقول أن « اسرائيل تعيش أزمة عميقة « بفعل الاستيطان، وضد حل الدولتين، وجموح القومية الدينية المتعصبة، وغسل الدماغ الذي يقوم به نتنياهو واليمين الاسرائيلي المتطرف، وهم لا يختلفون عن تنظيمي القاعدة وداعش باستثناء كيفية استعمال الأدوات، فالتفكير واحد وهو العداء للأخر، وادعاء اليقين، والتوجه الأحادي العقائدي الذي يقوم به وتجسده أفعال أحزاب المستوطنين المستعمرين من اليهود الذي تم جلبهم من بلاد العالم المختلفة، كما جاء للقاعدة وداعش عناصر اسلامية مضللة من بلدان العالم لاقامة « الدولة الاسلامية « كما فعل المستعمرون الصهاينة في اقامة « الدولة اليهودية «