أفادت مصادر إعلامية، بشروع سكان من إقليم كتالونيا الإسباني صباح الأحد، في الانتظام في طوابير، للمشاركة في استفتاء الانفصال عن إسبانيا، كما وأعلنت وزارة الداخلية أنها أغلقت معظم المباني العامة بالإقليم المقرر أن تكون مقارًا للتصويت.

وقالت الوزارة، في بيان لها: "إن بعض مراكز الاقتراع المحتملة لا تزال يسيطر عليها أشخاص ينوون عرقلة جهود الشرطة لتنفيذ أمر قضائي بحظر استخدام المباني العامة في التصويت"، حيث أغلقت السلطات الإسبانية أكثر من نصف مراكز الاقتراع البالغ عددها 2315 في كتالونيا بحلول منتصف السبت، في وقت أصر الانفصاليون على الاستمرار في الدفاع عن حقهم في التصويت.

وبدا من خلال الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسبانية أنها حدّت من احتمالات إجراء الاستفتاء في ظروف عادية، أو ستتيح مشاركة أقل بكثير مما خطط له قادة الإقليم.

وبحلول اليوم الأحد، وهو التاريخ المقرر لإجراء الاستفتاء، بدأ كتالونيون مع ساعات الصباح الأولى بالتوجه لمراكز الاقتراع، في حين تشير التوقعات إلى اعتزام عشرات الآلاف من سكان الإقليم المشاركة في ظل مخاوف من توتر الأوضاع الأمنية.

وقضى مئات المؤيدين للاستفتاء الليل بمدارس في عدد من مناطق الإقليم مع أطفالهم، وعبروا عن عزمهم إبقاءها مفتوحة للناخبين.

وأصيب أربعة من المعتصمين داخل إحدى مدارس بلدة "مانليو" في كتالونيا بعدما تعرضوا لإطلاق نار مجهول المصدر من خارج المدرسة، في أول حادثة عنف في الإقليم منذ تصاعد التوتر بشأن الاستفتاء.

وفي دلالة على الانقسام الذي سببه الاستفتاء، تجمع متظاهرون مؤيدون للوحدة في المدن الإسبانية الكبيرة ومنها برشلونة للتعبير عن معارضتهم القوية لمسعى كتالونيا للانفصال.

وتظاهر الآلاف في برشلونة أمس السبت، ملوحين بالأعلام الكتالونية والإسبانية والأوروبية احتجاجًا على الاستفتاء، وملأت الحشود الميدان الواقع وسط المدينة والذي يضم مقر حكومة الإقليم.

يذكر أن الخلاف المرتبط بالاستفتاء بين الحكومة المركزية والحكومة الكتالونية تحوّل إلى واحدة من أكبر الأزمات التي تشهدها إسبانيا منذ عودة الديمقراطية إليها بعد وفاة الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو في 1975.