تصادف اليوم السبت (7 تشرين اول) الذكرى الـ (23) لرحيل المناضل والمفكر الفلسطيني خالد الحسن "أبو السعيد"، أحد أبرز رجالات الرعيل المؤسس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".
ولد خالد الحسن في مدينة حيفا في (13-2-1928) لأسرة وطنية احتضنت اجتماعات الشيخ عز الدين القسّام ورفاقه، وحصل على شهادة (المترك) من مدارس حيفا، ودرس الاقتصاد في لندن عام 1947. إلا أنه هجّر مع عائلته إثر النكبة عام 1948 إلى لبنان ثم سوريا حيث استقر بهم المطاف في مخيم اليرموك.
بعد وفاة والده الشيخ الجليل تولى خالد الحسن رعاية الأسرة باعتباره أكبر أشقائه فعمل مدرساً للغة الإنجليزية في المعهد العربي الإسلامي لعدة سنوات.
في عام 1959 غادر "ابو السعيد" سوريا إلى الكويت، وعمل موظفاً في مجلس الإنشاء الكويتي ثم سكرتيراً لبلدية الكويت، وخلال وجوده في هذا البلد الشقيق، بدأ نشاطه السياسي حيث التقى بكل من ياسر عرفات وخليل الوزير وغيرهم ممن أصبحوا فيما بعد قادة حركة فتح، حيث التحق بالحركة وأصبح عضواً فيها مع عدد من مجموعته.
كان تنظيم الحركة في الكويت يعج بأسماء أصبحت قادة للمستقبل منهم: ياسر عرفات، خليل الوزير، عادل عبد الكريم، يوسف عميرة، فاروق القدومي، خالد الحسن، عبد الله الدنان، محمود مسودة، صلاح خلف، سليم الزعنون، وآخرين والذين عايشوا البدايات وانضموا فيما بعد إلى عضوية اللجنة المركزية لحركة "فتح" على فترات متعاقبة.
شارك خالد الحسن في أعمال المؤتمر الفلسطيني الأول الذي عقد في مدينة القدس عام 1964 عن تنظيم حركة "فتح" مع كل من ياسر عرفات، زهير العلمي، محمود عباس، رفيق النتشة، خيري أبو الجبين، كمال عدوان وهاني القدومي، وقد ضم المؤتمر الفلسطيني الأول ما لا يقل عن 15 شخصاً من حركة فتح.
تبوأ "ابو السعيد" منصب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ما بين (1968-1974) وعمل مفوّضاً للتعبئة والتنظيم ما بين (1971- 1974)، وتسلم رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الفلسطيني خاصة منذ العام 1968.
أصبح خالد الحسن عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح عام 1967 بعد أن تفرغ للعمل فيها، وفي عام 1969 أصبح عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن حركة "فتح" حيث تولى منصب رئيس الدائرة السياسية فيها حتى العام 1971، حيث ظهر كمفكر سياسي عربي وإسلامي وكخطابي بارع، لا يشق له غبار.
تسلم "ابو السعيد" مهمة مفوض التعبئة والتنظيم في حركة "فتح" منذ عام (1971 وحتى عام 1974) حيث أثرى التنظيم بالنشرات الفكرية والأدبيات واستطاع أن يولد آلية تفكير متصلة في عقل القيادة وفي نفس الكادر الفتحاوي وبين الجماهير، وجعل من الإيمان والمعرفة والإدراك والفهم مقياساً رئيسياً وإجراء حاسماً بين القائد الفاعل والأطر الأخرى، حيث أسس في هذا المجال مدرسة خاصة في المصطلحات والمعارف، أثرى فكر حركة "فتح" وقدرتها على التطور وتميز بقدراته العقلية في الاستنباط والاستنتاج والتحليل والملاحظة والربط والإدراك والاستقراء والذكاء والرؤية الثاقبة.
كتب الراحل المئات من المقالات التي نشرت في الصحف العربية والأجنبية، كما قام بإلقاء عشرات المحاضرات في دول مختلفة من العالم وقام بتأليف عشرات الكتب.
رحل "أبو السعيد" في المملكة المغربية في السابع من تشرين أول عام 1994 بعد رحلة عطاء طويلة في خدمة وطنه وشعبه.