لا تقتصر الآثار السلبية للبدانة على ناحية الشكل والمنحى الجمالي فحسب، بل تكمن خطورتها في الأمراض الكثيرة التي تترافق معها وتنتج عنها، كالسكري والسرطان بأنواعه، وأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي.
ولفت الطبيب اللبناني الاختصاصي في أمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات أكرم أشتي، خلال مؤتمر نظمته شركة نوفونورديسك حول البدانة ومخاطرها على الصحة وسبل تجنبها، إلى أن خفض الوزن بمعدل يتراوح بين 5 أو 10 في المئة يؤدي الى تراجع المخاطر الناتجة عن السمنة، كتحسن مستويات السكر في الدم وضغط الدم ومعدل الدهنيات وخفض مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وتحسين نوعية حياة المريض.
وفيما أوضح د. أشتي طرق تحديد معدلات البدانة استناداً إلى مؤشر كتلة الجسم، لفت إلى الزيادة الواضحة في معدلات السمنة خلال السنوات الأخيرة، مع تغيير نمط الحياة وقلة ممارسة الرياضة والاتجاه إلى نظام غذائي غير صحي، بدلاً من الأنظمة الصحية التي كانت معتمدة والتي ترتكز على الخضر والفاكهة والحبوب بشكل أساسي. وأضاف: "على الرغم من توافر الأدوية الفاعلة التي تسمح بمكافحة المشكلة، والجراحة التي يتم اللجوء إليها في حالات معينة يحددها الطبيب عندما يتخطى مؤشر كتلة الجسم الـ 40، أو أن يتخطى الـ30 مع وجود عوامل خطر أخرى ينظر فيها الطبيب، تبقى الحمية والرياضة عنصرين أساسيين لا بد من التقيد بهما في سبيل عيش حياة صحية يمكن فيها مكافحة البدانة والحفاظ على وزن صحي. ولا بد من التشديد على أن ما من حل سحري، والمسألة تتطلب الصبر، لأن البدانة مرض مزمن ويواجه كثر مشكلة استعادة الوزن الزائد بعد خفضه".
من جهتها، تحدثت اختصاصية التغذية مونيك باسيلا زعرور عن أهمية المطبخ اللبناني، لغناه بالأطعمة الصحية التي لا بد من التركيز عليها بدلاً من التوجه إلى أطعمة غنية بالوحدات الحرارية وخالية من مكونات غذائية مفيدة. كما شددت على أهمية الحركة والنشاط الجسدي بمختلف الطرق، منها صعود السلالم، الذي يسمح وحده بخفض الوزن في المدى البعيد. لذلك أشارت إلى أهمية الاعتياد على الحركة والمشي وممارسة الرياضة، لأنها الوسيلة الفضلى لمكافحة زيادة الوزن والبدانة.