كشف رئيس جهاز الشاباك الأسبق ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست "الإسرائيلي" افي ديختر، لأول مرة عن تفاصيل المحادثة التي جرت مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" بخصوص الفلسطينيين المحاصرين داخل كنيسة المهد في بيت لحم عام 2002.
وقال ديختر وفقاً لصحيفتي "إسرائيل اليوم" و"معاريف" الإسرائيليتين، إن رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرئيل شارون طلب منه بعد التنسيق مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، إجراء اتصال هاتفي بالرئيس عرفات للتوصل إلى صفقةِ لإبعاد الفلسطينيين المحاصرين داخل الكنيسة خارج الضفة الغربية.
وزعم ديختر خلال مهاتفته للرئيس عرفات، أن جميع الفلسطينيين المحاصرين في الكنيسة، "هم من كانوا يقنصون المنازل في مستوطنة جيلو، وهم من أرسلوا شبان فلسطينيين مع أحزمة ناسفة داخل القدس وهم من أطلقوا قذائف هاون، وعندما قام الجيش بمطاردتهم اقتحموا كنيسة المهد وتحصنوا بداخلها، ويجب إبعادهم".
وتابع: "كان رد أبو عمار انسي أن يتم إبعاد 13 شخص وعليك أن تُخفض العدد"، مضيفاً: "قلت له بالعبرية إن على الأشخاص الـ 13 المحاصرين في الكنيسة أن يشكروا الله باننا لم نقتلهم وبقوا على قيد الحياة".
تجدر الإشارة إلى أن الأرقام التي تحدث بها ديختر منافية للحقيقة، حيث قامت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بتاريخ 10 أيار 2002م، بإبعاد تسعة وثلاثين مواطنًا فلسطينيًا احتموا داخل كنيسة المهد في بيت لحم، وفقاً لاتفاقية فلسطينية / إسرائيلية؛ من أجل إنهاء حصار قوات الاحتلال للكنيسة على مدى 39 يومًا.
وتم إبعاد 13 منهم إلى خارج الوطن، عن طريق مطار اللد (بن غوريون)، حيث جرى نقلهم إلى قبرص، ثم وزِّعوا على عدة دول أوروبية؛ و26 فلسطينيًا تم إبعادهم إلى قطاع غزة بواسطة حافلات.
وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" كشفت في وقت سابق عن نية جامعة NYU الأمريكية في نيويورك عرض مسرحية حول أحداث كنيسة المهد، ما دفع ديختر لإرسال رسالة شديدة اللهجة لرئيس الجامعة الأمريكية مطالباً "بإلغاء المسرحية".
وبحسب "إسرائيل اليوم" فإن ديختر قال في رسالته: "تلك المسرحية تناسب طهران أو بيروت وليس نيويورك فتلك المسرحية تعيد التاريخ بشكل كاذب فالمخربين الفلسطينيين تمركزوا في كنيسة المهد المقدسة".
ويذكر بأن البيانات الدعائية للمسرحية داخل الجامعة الأمريكية كُتب عليها: "نظرة المقاتلين الفلسطينيين" الذي حصلوا على ملجئ بعد أن أبعدتهم "إسرائيل" للخارج فـ"إسرائيل" حاصرتهم داخل كنيسة المهد في بيت لحم دون طعام أو مياه وأبقت عليهم كرهائن وبدون علاج طبي".