تعالوا نتخيل العالم بعد 3 سنوات

التقاط.JPG
حجم الخط

 

لأول مرة تكون التكنولجيا الاعلامية أسرع من عقول الصحفيين ، ما يعني أن وجه الصحافة الكلاسيكية سيتغير بشكل شامل في السنوات الثلاث القادمة .. لان الذكاء الاصطناعي هو المستقبل وليس ذكاء الانسان الطبيعي . ومهما بلغ ذكاء الانسان لا يمكن أن يصمد في وجه الذكاء الاصطناعي .

الهواتف الذكية هي أداة التغيير القادم ، والنتيجة أن العالم بين يديك ، ومجانا . وبأسرع من رمشة العين . فهل يريد المواطن أكثر !! الاجابة نعم يريد أكثر وأكثر .

يريد المواطن في المستقبل القريب معلومات أقل ودقة أكثر ، وسوف ينحى باتجاه الاستفادة اكثر وأكثر من الهواتف الذكية في تسيير شؤون حياته وعمله ووظيفته وكسب رزقه ، وسرعان ما يتحول الانترنت الى أسلوب حياة ، لحجز التذاكر ومعرفة مواعيد القطارات والمواصلات العامة ودوام العمل والتعارف الاجتماعي والزواج والطلاق واللقاء والفراق ، والكسب والخسارة والاتصصال والانفصال .

ووسط هذه الثورة غير المسبوقة من المعلوماتية ستكون الصحافة في عين العاصفة ، وستقف أمام تحدي لا يمكن تخيله . فالقنوات الفضائية التي عرفناها بعد العام 1995 وحتى اليوم ، أمام امتحان شامل ومصيري . ومع اندثار الصحافة المطبوعة ، تقف مواقع الانترنت أيضا أمام استحقاقات جديدة لم تخطر ببالنا من قبل .

ومن عوامل التحدي القادم ، فان حضور  الصحافة سوف يقاس من خلال قدرتها على تحقيق حضور مجاني للجميع ، ما سيؤدي الى البحث عن امتلاك أدوات غير باهظة ، ويؤثر ذلك في نظريات التوظيف كلها ، وفي شكل التفاعل بين وسائل الاعلام وأدوات الانتاج من جهة ، وبين وسائل الاعلام والعملية الاقتصادية برمتها .

وفي زمن أصبحت فيه ربة المنزل وطالب المدرسة ومدير المؤسسة والوزير والعاطل عن العمل ، والمعلم وسائق القطار وبحار السفينة ، وعامل المشغل يتسابقون لنشر الاخبار عبر الشبكة العنكبوتية ، ستكون وسائل الاعلام التي نعرفها أمام سؤال فلسفي : ماذا تريد ؟ ولماذا ؟ وكيف تميّز ذاتها عن مواقع الوزارات والسلطة والاحزاب واليوتيوب وغيرها .

هناك اجابات لدينا ، ولكننا وفي اّخر حوار مع نقابة الصحفيين ، اتفقنا على ورشة عمل نتحدث من خلالها عن التصوّر الذي يحمله كل مشارك . والسؤال واحد فقط :

في ظل التطور التكنولوجي الهائل . تعالوا نتخيل العالم بعد 3 سنوات