شدد، مسؤول تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة” فتح” بقطاع غزة، الدكتور أسامة الفرا على أن التيار ليس بعيداً عن حوار المصالحة الذي يدور في العاصمة المصرية القاهرة، ويتابع باهتمامٍ بالغٍ أدق تفاصيل ما يدور، ويعمل وفق قدراته من أجل تذليل أي عقبات يمكن أن تحول دون إنجاز المصالحة الوطنية.
وعبر الفرا في تصريحات صحفية اليوم الخميس، عن أمله في إنهاء حقبة الانقسام التي أدت لتراجع المشروع الوطني الفلسطيني وازدياد الهجمة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية من خلال عمليات التهويد والاستيطان وحصار غزة.
وقال الفرا إن تفاهمات القاهرة في يونيو/حزيران الماضي أسهمت بشكلٍ كبير في الدفع باتجاه إنجاز المصالحة، وأحدثت اختراقاً مهماً في جدار أزمة الثقة بين حركتي (فتح وحماس)”، مؤكداً أن تطبيق التفاهمات على أرض الواقع شجع الكل على التقدم باتجاه المصالحة الوطنية،
وأضاف “حاولنا دوماً الدفع باتجاه تحقيق المصالحة وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة، وسنكون أكثر السعداء بتحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير”.
تحقيق المصالحة
ووجه الفرا رسالة لطرفي الحوار (فتح وحماس) بضرورة طي صفحة الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، إذ لم يعد هناك مجال لتحقيق مكاسب حزبية وفئوية ضيقة في هذه المرحلة، بينما يعاني المواطن الفلسطيني من تداعيات الانقسام.
وأوضح أن المطلوب من المتحاورين أن يترجموا إرادة المصالحة على أرض الواقع طبقاً لآلية واضحة دون إبطاء أو تسويف، آخذين بعين الاعتبار أن الجهود التي تبذلها مصر حالياً قد تكون الفرصة الأخيرة لطي صفحة الانقسام.
مستقبل تيار الاصلاح
وحول مستقبل تيار الإصلاح، في حال تمكنت حكومة التوافق من العمل بغزة، لم يبد الفرا خشية من قدوم الحكومة لغزة واستلام مهامها، خاصة فيما يتعلق بإمكانية الملاحقة الأمنية لأعضاء وقيادات تيار الإصلاح، بسبب العلاقة المتأزمة بين السلطة الفلسطينية وحركة فتح بقيادة الرئيس عباس من جانب وتيار الإصلاح الذي يتزعمه النائب محمد دحلان في جانب آخر، مؤكدا أن المصالحة ستعزز من حرية الرأي والحريات العامة وليس كبت الحريات.
واستطرد الفرا قائلاً: نحن من نادينا وعملنا جاهدين من أجل التقدم نحو المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة، وبالتالي لا يمكن أن نخشى من إنجازها.. ونحن على استعداد لبذل كل الجهد من أجل طي سنوات الانقسام التي عانينا فيها أكثر من غيرنا.
حكومة التوافق
وطالب الفرا، حكومة التوافق أن تسارع الخطى في معالجة الأزمات اليومية المختلفة التي يعاني منها قطاع غزة، وأن تتقدم بخطة واضحة مقنعة وعملية لحل الكثير من القضايا التي هي من صلب عمل الحكومة، وإنهاء كافة العقوبات التي تم اتخاذها في الآونة الأخيرة، والعمل الجاد نحو تخفيف معدل البطالة والفقر الذي سجل أرقاماً قياسية في القطاع، والنهوض بكافة الخدمات الأساسية بما في ذلك الصحة والتعليم.
وأضاف الفرا، أن سكان غزة كانوا ينتظرون قرارات من الحكومة تعالج بها همومهم الحياتية، خاصة المتعلقة بأزمة الكهرباء والعلاج بالخارج والعودة عن قرار التقاعد المبكر الذي سبق للحكومة أن أكدت على أنه إجراء مؤقت ينتهي بحل اللجنة الادارية، إلا أن عدم اتخاذ الحكومة لمثل هذه القرارات يجب ألا يبعث على خيبة الأمل، وأنه من الضروري انتظار الحكومة القيام بواجباتها على أكمل وجه.
صدق النوايا
وأكد الفرا، أنه في حال توفرت الإرادة والنوايا الصادقة، فإنه بالتأكيد سيتم تحقيق المصالحة وتجاوز عقدة الملفات الصعبة. لا سيما وأنه تم تحقيق إنجاز ملموس في ملف المصالحة المجتمعية، خلال فترة زمنية قصيرة، والآن يجب أن يتبع ذلك وضع آلية لما تم الاتفاق عليه في القاهرة، لكى يتم ترجمته على أرض الواقع كي يلمس المواطن أن هنالك جدية في تطبيق المصالحة الوطنية.
الدور المصري
وقال القيادي الفلسطيني إن فرص نجاح الجهود المصرية في تحقيق المصالحة الوطنية هذه المرة أكبر بكثير مما كان عليه في الجولات السابقة، حيث هناك متغيرات في ثقافة الفصائل الفلسطينية تكمن في الإيمان بأنه ليس باستطاعة فصيل أن يقصي الأخر وأن الشراكة السياسة باتت ضرورة ملحة، يضاف إلى ذلك أن مصر تتابع عن كثب التقدم بعجلة المصالحة الوطنية إلى الامام، وقد كان لخطاب الرئيس المصري في اجتماع حكومة الوفاق دلالاته المهمة، وكذلك زيارة وزير المخابرات لكل من رام الله وغزة، التي حملت إشارة واضحة بأن مصر ستمضي بكل ثقلها من أجل طي صفحة الانقسام.
وثمن الفرا، الجهد الذي تبذله مصر من أجل إنجاز المصالحة الوطنية، مؤكداً أن القاهرة هي العاصمة الوحيدة التي باستطاعتها رعاية المصالحة.. وعلى الكل الفلسطيني الدفع باتجاه إنجاح الجهود المصرية، وهذه المرة لن يغفر التاريخ لمن يعطلها، وفي ذات الوقت لن يصمت الشعب الفلسطيني على ذلك.