"هآرتس": البطريركية الأرثوذكسية تبيع أراضي في يافا بأبخس الأثمان

البطريركية الأرثوذكسية تبيع أراضي في يافا بأبخس الأثمان.jpg
حجم الخط

كشفت ثلاث وثائق، أن البطريركية الأرثوذكسية اليونانية، تحت قيادة البطريرك الحالي ثيوفيلوس الثالث، باعت ستة دونمات في منطقة دوار الساعة في يافا، وتشمل عشرات الحوانيت، مقابل مبلغ 1.5 مليون دولار فقط، و430 دونماً في قيسارية، تشمل أجزاء كبيرة من الحديقة الأثرية والمدرج الروماني، مقابل مليون دولار فقط. 

وقالت صحيفة "هآرتس"العبرية، اليوم الجمعة، إنه يتبين من جميع الوثائق الثلاث أن الجهات التي استأجرت/اشترت العقارات هي شركات خاصة أجنبية مسجلة في دول تعتبر "ملجأ الضرائب"، والتي تتهرب الشركات فيها من دفع ضرائب وغالباً ما تكون شركات مشبوهة، ولا يمكن الحصول على معلومات حول أصحاب الأسهم في هذه الشركات أو معرفة هوية الموقعين على الصفقات.

وبيّنت أن معظم هذه الأراضي اشترتها البطريركية اليونانية الأرثوذكسية أو أنه تم نقل ملكيتها إليها وتسجيلها باسم البطريركية، ما يعني أن المالكين الأصليين وهبوا أراض للكنيسة. 

وأكدت على أن صفقات بيع أراضي البطريركية اليونانية الأرثوذكسية أبرمت في العقود الماضية مع جهات إسرائيلية رسمية، بينها "كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل) و"سلطة أراضي إسرائيل". ومنذ ست سنوات، تحت قيادة ثيوفيلوس، بدأت البطريركية في القدس بإبرام صفقات بيع أراضي وعقارات لجهات خاصة.

وتعتبر البطريركية اليونانية الأرثوذكسية ثاني أكبر مالك عقارات في البلاد، بعد "سلطة أراضي إسرائيل"، لكن هذه حجم العقارات التابعة لهذه البطريركية تضاءل بشكل كبير بسبب صفقات بيعها لجهات إسرائيلية. 

وتقضي هذه الصفقات بتأجير البطريركية العقارات لفترة طويلة، 99 عاماً في غالب الأحيان، في حين أنه بعد انتهاء المدة تصبح العقارات "المؤجرة" ملكاً للجهات التي دفعت ثمنها، كما أن ثمن المباني الموجودة في هذه الأراضي يقدر بمئات ملايين الشواقل.

الكشف عن صفقات

والصفقات المعروفة حتى الآن، تتعلق ببيع معظم أراضي البطريركية في القدس، وقسم من الأراضي في يافا وقيسارية والرملة والناصرة وطبرية، بالإضافة إلى عقارات مثل مبان وشقق وبيوت في القدس ويافا.

وكشفت الوثائق أن البطريركية باعت 27 دونماً مبني عليها حوالي 240 شقة ومركز تجاري كبير في حي "غفعات أورانيم" في القدس لشركة مسجلة جزر العذراء المعروفة بأنها ملجأ للشركات المتهربة من الضرائب، وذلك مقابل 3.3 مليون دولار.

ويبلغ ثمن شقة صغيرة في هذا الحي أكثر من مليوني شيقل، وستنتهي مدة هذه الصفقة بعد 52 عاماً، ومن أجل الإمعان في التضليل والتمويه، بيعت هذه الأرض، في شهر آذار/مارس الماضي، إلى شركة أخرى، اسمها "أورانيم ليميتد" المسجلة في جزر الكايمن، التي تتهرب الشركات المسجلة فيها من الضرائب. 

وبحسب الصحيفة وقع "ثيوفيلوس" على الصفقة الأولى في العام 2011، عندما "أجّرت" البطريركية مئات الدونمات في أحياء طالبية ورحافيا ونيوت في القدس لمجموعة متمولين إسرائيليين اتحدت تحت اسم "نيوت – كوميميوت".

وقبل سنة، تم التوقيع على اتفاق لبيع كامل لهذه الأراضي لمجموعة المتمولين نفسها، التي اتحدت تحت اسم مختلف قليلا، هو "نيوت – كوميميوت استثمارات". وليس معروفا مبلغ هذه الصفقات والشريك الوحيد في الشركة المعروف هو رجل أعمال اسمه نوعام بن دافيد.

يشار إلى أن هذه الصفقات قوبلت بضجة كبيرة، خاصة في أوساط أبناء الطائفة الأرثوذكسية العربية في البلاد وكذلك في السلطة الفلسطينية والأردن.

كما صدرت دعوات بمقاطعة ثيوفيلوس وإقالته من منصبه، في أعقاب الكشف عن صفقات العقارات الفاسدة والمشبوهة، التي ألحقت ضرراً كبيرًا بمكانة الكنيسة اليونانية الأرثوذوكسية وبقدرتها على العمل لمصلحة أبناء الطائفة في البلاد.