يضيء تقرير مراقب الدولة، الذي نُشر، الأسبوع الماضي، قليلاً بعض الزوايا الخفية في منزل رئيس الوزراء. ليس فيه صورة كاملة. فقد بقيت معظم التفاصيل في الظلام. ومع ذلك، فهو يسمح لنا بأن نستعين بالزوايا التي انكشفت كي نكمل ما ينقص.
أحد السبل لعمل ذلك تذكرنا به بلاد أخرى وفترة أخرى: قضية ووترغيت في الولايات المتحدة. عندما تلقى صحافيان شابان تلميحات عما يجري في البيت الأبيض وأصرا على تركيب الصورة الكاملة، اقترح عليهما مصدرهما الخفي، الذي سمي «الحلق العميق» أن «تابعا مسار المال» Follow the money.
يسهل عندنا أيضا فهم التقرير، إذا تابعنا مسار المال. فمن جهة نعرف من قراءة التقرير عن مئات آلاف الشواكل التي أُنفقت في كل سنة على الصيانة في منزل رئيس الوزراء. ففي الفترة التي فحصها مراقب الدولة بلغ بند الصيانة للمبنى فقط 1.355 مليون شيكل. ومن جهة أخرى، فبرعاية موشيك غلمين، رأينا أبوابا تصرّ، سقفاً ينز، قصارة تتقشر، نوافذ قديمة لا تفتح...
إذا كان هذا هو وضع المبنى، فإلى أين ذهبت الـ 1.355 مليون شيكل التي أُنفقت على صيانته في هذه السنوات؟ فبهذا المبلغ يمكن لقسم كبير من دافعي الضرائب أن يشتروا شقة كاملة. فإذا كان بالمال الذي دفعته الدولة لصيانة المبنى لم تصلح القصارة، ولم ترسل البرادي للمغسلة، ولم تستبدل الأبسطة (كم يكلف هذا؟) فأين المال؟
القصة ذاتها تتكرر في موضوع الكهربائي في قيساريا: دفعت دولة إسرائيل له المال. من جهة تم التقدم بالفواتير. وكتب فيها أن الكهربائي – وبقدر ما هو معروف فهو رجل يحافظ على التقاليد – أجرى إصلاحات في المنزل في كل سبت تقريبا، وكذا «يوم غفران». وقد أُقرت الفواتير، وتلقى الرجل دفعات من مالية الدولة. من جهة أخرى، تدعي عائلة نتنياهو بإصرار - ولا يوجد ما يدعو الى عدم تصديقها - بأنها احتفلت بـ»يوم الغفران» في القدس. من المعقول الافتراض بان الكهربائي لم يستدعَ لإجراء الإصلاحات في اليوم المقدس في المنزل في قيساريا. ومع ذلك سجل استدعاء، ورفعت فاتورة وأنفق مال من صندوق الدولة. فهل كانت هذه مجرد وسيلة لانتزاع المال من الصندوق العام؟ هل دفع المال له لقاء خدمات أخرى لا تتعلق بإصلاح شبكة الكهرباء في «يوم الغفران»؟ هنا أيضا ينبغي متابعة مسار المال.
ثمة موضوع مشابه آخر، يبدو ظاهراً أنه تافه، ولكن مرة أخرى – تلميح آخر بالصورة الكبرى التي لا يبدو أنها انكشفت بعد. فمراقب الدولة يكتشف ان ميزانية تجديد الأثاث في منزل رئيس الوزراء - أموال نحن دفعناها – بلغت في السنوات التي فحصت 373 ألف شيكل. هذا مبلغ غير قليل. ومع ذلك رأينا – مرة أخرى برعاية السيد غلامين - أرائك قديمة، ستائر مطبعة، أبسطة مثقوبة وكراسي قديمة، غير متناسبة في المطبخ.
ومرة أخرى يعود ذات السؤال.. 373 ألف شيكل على نفقات الأثاث. أولم يكف هذا لشراء كراس جديدة في المطبخ؟ لغسل الطبع في الستائر؟ لإصلاح الثقوب في الأبسطة، أو – إذا أردتم العربدة على حساب ميزانية الدولة – شراء بساط جديد؟ إذا، أين المال؟
هل هذا التقرير يلزمنا بان نفحص ما يجري في منزل رئيس الوزراء من زاوية جديدة: ليست نزعة الاستمتاع والتبذير على حساب الجمهور، بل - لا سمح الله - الفساد؟
عن «يديعوت»