«النووي» الإيراني: الفجوات بين إسرائيل والدول العظمى لا يمكن جسرها

4d6d4983ad1a02222849dc8bc95678bc
حجم الخط

الموعد الذي تم تحديده للتوصل الى اتفاق إطار هو بعد أربعة أسابيع. إذا تم التوصل إليه – في هذه المرحلة من المفاوضات هناك شك كبير في ذلك – فذلك سيحدث بعد حوالي أسبوعين من الخطاب المثير للجدل لرئيس الحكومة في الكونغرس، بعد حوالي عشرة أيام. على كل حال حتى إذا لم يتم التوصل الى اتفاق الإطار في الشهر القادم فإن لكلا الطرفين تاريخاً آخر لتحقيق الهدف – نهاية حزيران 2015.
في هذه الأثناء نشرت الوكالة الدولية للطاقة النووية تقريرا دوريا جديدا عن البرنامج النووي الإيراني. لا يوجد في التقرير أمور جديدة كثيرة، فقد عاد وأكد على ما يحدث منذ 15 شهرا: إيران تحترم الى هذا الحد أو ذاك الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني 2013.
مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة، 3.5 بالمئة، لم يزِد. اليورانيوم المخصب بدرجة 20 بالمئة، الذي يركز عليه (بصورة خاطئة) نتنياهو طوال سنوات، تم تحويله الى مادة لا تسمح باستخدامه للأغراض العسكرية. ايران أيضا جمدت التجارب التي قامت بها على أجهزة الطرد المركزي من الجيل الخامس، وهو أحدث جيل لديها. هذا النموذج يستطيع أن يُمكنها من تخصيب اليورانيوم بسرعة وبنجاعة أكبر، وأن تُقصر الفترة الزمنية اللازمة لها للوصول الى القنبلة.
السؤال الكبير هو هل سيتم التوصل الى اتفاق في الشهر القادم أو  في حزيران؟ وسواء كان رئيس الحكومة يتحرك من قناعة داخلية عميقة أو من استحواذ مسيحاني – أو كليهما – فإنه يخاف من الاتفاق ويوجه كل جهوده إليه حتى بثمن المواجهة الصعبة مع الرئيس اوباما، لدرجة تعريض العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، حليفتنا الكبيرة والمهمة، للخطر.
أيضا الدول العربية: السعودية، مصر، قطر والإمارات العربية تأمل في ألا يتم التوصل إلى الاتفاق، لكنها لا تعبر عن رفضها بالصراخ الإسرائيلي. ومع ذلك علينا تذكر أنه ليس هناك تأكيد في هذه المرحلة على أنه سيتم التوصل الى الاتفاق الذي يقيد البرنامج النووي الإيراني ويعزز الرقابة عليه، وفي المقابل سيتم رفع العقوبات تدريجيا عنها. في كل الأحوال، لو كانت مجموعة الخمسة زائد واحدة تريد أن تأخذ بالاعتبار موقف نتنياهو فقد أصبح هذا الأمر اليوم غير ممكن.
أصبحت الفجوات غير قابلة للجسر. حكومة إسرائيل تعارض مبدئيا أن يكون لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم – الدول العظمى تعترف منذ أكثر من عشر سنوات بهذا الحق. بناءً على ذلك تطلب إسرائيل أن يتضمن أي اتفاق تجريد ايران من قدرتها النووية أو على الأقل وقف كل أجهزة الطرد المركزية التي تبلغ نحو 20 ألف جهاز. الدول العظمى مستعدة كما يبدو للموافقة على أن يكون لإيران نحو 6 آلاف جهاز طرد مركزي نشيط، والمفاعل النووي في أراك عندما سيتم الانتهاء من بنائه لا يستطيع إنتاج أكثر 1 كغم بلوتونيوم. في نظر الإسرائيليين، فإن كل اتفاق يعطي لإيران الشرعية الدولية لتكون دولة على حافة الذرة. الحقيقة هي أن ايران هي كذلك الآن.
الدول العظمى تطالب أن يكون اتفاق الإشراف الصارم على ايران لفترة عشر سنوات، على أمل أنه حتى ذلك الوقت فان علي خامنئي، الزعيم الأعلى المريض، ابن الـ 75 عاما، لن يكون موجوداً في مركزه. ايران من جانبها مستعدة للرقابة لمدة سنتين أو ثلاث.
احتمالات التوصل الى اتفاق موجودة في يد خامنئي. إذا قرر أن الاتفاق لا يحط من كرامة الجمهورية الإسلامية وأنه يستطيع فرض رأيه على المعارضين المحافظين، فإن الاتفاق سيتحقق.
عن «معاريف»