عم الإضراب الشامل صباح الثلاثاء، كافة مدارس بلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة، احتجاجًا على اقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة للبلدة، بالتزامن مع انتهاء الدوام المدرسي، واستهدافها لطلبة المدارس بالقنابل والأعيرة المطاطية.
وأعلنت لجنة أولياء أمور الطلبة في العيسوية في بيان صحفي، تعليق الدوام في مدارس البلدة، بدءًا من صباح اليوم وحتى إشعار آخر، راجعة سبب اتخاذ هذا القرار إلى اقتحام قوات الاحتلال يوميًا للبلدة، بالتزامن مع انتهاء الدوام المدرسي.
وقال مختار العيسوية درويش درويش إن كافة مدارس البلدة، والتي تضم نحو 4500 طالب وطالبة، التزمت اليوم بالإضراب الشامل وبتعليق الدوام الذي سيستمر حتى إشعار آخر، احتجاجًا على ممارسات الاحتلال بحق الطلبة واقتحاماتها المتواصلة للبلدة وقت انتهاء الدوام المدرسي.
وأوضح أن الإضراب يأتي للحفاظ على سلامة وحياة الطلبة، خاصة بعد إصابة عدد منهم بالرصاص المطاطي وبالقنابل الصوتية، من بينهم إصابة خطيرة لفتى تم إجراء عملية جراحية له لاستئصال الطحال.
وأضاف أن لجان أولياء الأمور ووجهاء البلدة عقدوا صباح اليوم مؤتمرًا صحفيًا تطرق إلى اعتداءات الاحتلال بحق الطلبة، وأكد على مواصلة الإضراب وتعليق الدوام المدرسي حتى التوصل لحل مع بلدية وشرطة الاحتلال بشأن وقف الاقتحامات أثناء خروج الطلبة من مدارسهم.
وأشار إلى أن الأهالي قرروا عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس، خشيةً على حياتهم، واستهدافهم بالأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية.
ولفت درويش إلى أنه سيتم صباح غد الأربعاء عقد اجتماع مع بلدية الاحتلال ومدير الشرطة لبحث هذه الاعتداءات، والطلب من الشرطة التعهد بعدم اقتحام الجيش حي المدارس وقت الدوام المدرسي وانتهائه، لأن ذلك يبث حالة من الرعب والخوف في صفوف الطلبة.
وكانت مساجد العيسوية أكدت عبر مكبرات الصوت ضرورة الالتزام بتعليق دوام المدارس حتى إشعار آخر، وذلك فور انتهاء اجتماع لجان أولياء الأمور ووجهاء البلدة وقواها الوطنية والعشائرية بعد الاعتداء المتكرر على طلاب المدارس خلال اقتحامات الاحتلال للبلدة.
وشدد وجهاء البلدة ولجان أولياء الأمور خلال اجتماعهم مساء أمس، على ضرورة الالتزام بتعليق الدوام، لوضع حد لسياسات الاحتلال في البلدة، سواء كان الاقتحام أو التواجد في شارع المدارس وطرقاتها أو استهداف طلبتها بالقنابل والأعيرة المطاطية دون سبب.
وأكدوا أن الاحتلال يتعمد اقتحام القرية تحت حجج لا أساس لها من الصحة، بهدف الضغط على السكان والتنكيل بهم، مستهدفاً الطلبة بشكل خاص.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت أمس الاثنين البلدة، واعتدت على طلبة المدارس بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، ما أدى لإصابة 10 طلاب تتراوح أعمارهم بين 9 -16 عامًا، بينهم إصابة وصفت بالخطيرة.
وأوضح عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص أن 10 من طلبة المدارس أصيبوا بشظايا القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، وسُجلت إصابات بالوجه والأطراف والبطن والخصر، ونقلوا الى المستشفيات والعيادات.
وأشار إلى أن العشرات من الطلبة أصيبوا أيضًا بحالة من الذعر والهلع بسبب الاقتحام الكبير لشارع المدارس في القرية بالتزامن مع خروج الطلبة من مدارسهم، فيما نقل أحد المصابين إلى مستشفى "تشعاري تصديق"، لإصابته بعيار مطاطي بمنطقة الخصر، ووصفت حالته بالخطيرة.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن ناطق باسم شرطة الاحتلال ادعى أن الاقتحامات تتم لملاحقة ملقي الحجارة وقنابل "المولوتوف" اتجاه المستوطنين المسافرين على طريق مستوطنة "معاليه أدوميم".
وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم، العيسوية لهدم منزل قيد الإنشاء يعود لعائلة شريف محيسن، إلا أنها أجلت عملية الهدم بفعل وجود قرار تجميد مع العائلة.