أبو الغيط: الحفاظ على الهوية الفلسطينية يمنع محاولة تشويه الهوية العربية

أبو الغيط: الحفاظ على الهوية الفلسطينية يمنع محاولة تشويه الهوية العربية
حجم الخط

قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط، إن الحفاظ على الهوية الفلسطينية ووثائقها هو حفاظ على الهوية العربية من محاولات تشويهها وطمس ملامحها.

وأوضح خلال كلمته في الاحتفال السنوي بيوم الوثيقة العربية بعنوان "القضية الفلسطينية مائة عام على وعد بلفور- خمسون عاما على الاحتلال الاسرائيلي"، أن "احتفال اليوم يأتي هذا العام بالوثيقة الفلسطينية ليعكس أهمية الدور المهم والفاعل للوثيقة فى اثبات الحقوق التاريخية، ولإبراز ما يتعرض له الأرشيف الوثائقي الفلسطيني من عمليات سرقة وتزوير وتزييف".

وأضاف: "لعل القرار الذي اعتمد في "اليونسكو" العام الماضي الذي أقر أن المسجد الأقصى هو تراثٌ خالصٌ للمسلمين والعرب هو أبلغ شاهد على ما أقول حيث لعبت الوثائق دوراً رئيسياً في التمهيد لخروج مثل هذا القرار المُهم، فلا يكفي أن يكون الحقُ معك، وإنما ينبغي أن تتوفر لديك الأداة العلمية لإثبات ذلك الحق وحمل الآخرين على قبوله والإقرار به".

ونوه إلى أهمية الاستراتيجية الوطنية التي وضعها الأرشيف الوطني الفلسطيني لتوثيق الأرشيف في فلسطين، والتي تُعنى بتأهيل البنية المعلوماتية في مؤسسات دولة فلسطين وفقاً لمعايير الدولة، مشيدا بالدور المهم الذي  يقوم به الأرشيف الوطني الفلسطيني، والمسؤولية الوطنية الجسيمة التي تقع على عاتقه للحفاظ على الوثيقة التاريخية الفلسطينية التي تمثل جزءاً من الكيان القومي للشعب الفلسطيني وتاريخه اليومي على أرضه وتراثه .

وأشار إلى ما تمثله تحقيق المصالحة الفلسطينية من أهمية ودلالة فيما يتعلق بتعزيز الموقف الفلسطيني سواء في الداخل أو في التعامل مع العالم الخارجي، مهنئا دولة فلسطين قيادة وحكومة وشعباً بهذا الانجاز التاريخي، داعيا مختلف الأطراف لطي صفحة الانقسام بلا رجعة التي طالما أضرت بالقضية الفلسطينية خلال السنوات العشر الماضية، وساعدت الاحتلال الإسرائيلي على التملص من استحقاقات التسوية النهائية.

وبيّن أن المنطقة تواجه جملة من التحديات الجسام تتمثل في الصراعات والنزاعات والحروب الداخلية، وقد أفرزت هذه النزاعات حالة غير مسبوقة من انعدام الاستقرار والانقسام والفوضى التي تعيشها بعض من الدول العربية، مضيفا انه قد أصبح شبح التقسيم والتفتيت يحوم –للأسف- حول المنطقة.

وأوضح أن هذه الصراعات أفرزت تنظيمات إرهابية متطرفة ساهمت في إشعال الصراعات والنعرات الطائفية في المنطقة وأتت على الأخضر واليابس، وقام هذا الارهاب الهمجي– من بين ما قام به من فظاعات- بأعمال تخريبية شنعاء استهدفت القضاء على ذاكرة الشعوب وتدمير تراثها الإنساني.

وقال إنه لا يجوز أن نترك تراثنا نهباً للعبث والخراب والتدمير ولا يصح أن تضيعَ ذاكرتنا أمام أعيننا على يد عصابات مُجرمة ولا يفوتني أن أشير في هذا السياق إلى الأرشيفات المنهوبة والمسلوبة والمُرحلة التي ينبغي العمل على حمايتها واسترداد أصولها أو مصوراتها، والعمل على وضع قانون عربي نموذجي لتوفير الحماية اللازمة لهذه الأرشيفات من التدهور والاهمال والاندثار والتهريب، ووضع الأطر القانونية لحمايتها من سوء التصرف بها بهدف الحفاظ علي الإرث الوثائقي العربي باعتباره ثروة قومية.

وتابع: "أن الاحتفال السنوي بيوم الوثيقة العربية فرصة لوضع خطوات عملية للحفاظ علي الوثيقة لتبقى الذاكرة الحية لأجيالنا المقبلة، كما هنأ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمناسبة انتخاب الدكتور سعود الحربى مديراً عاماً للمنظمة خلفاً لفقيد الساحة الثقافية العربية المرحوم الدكتور عبد الله محارب".

من جهته، أكد سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية جمال الشوبكي، في كلمته، على أهمية هذا الاحتفال الذي يتواكب مع مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم وهي الوثيقة الأكثر سوءا في التاريخ البشري "الذي منح من لا يملك لمن لا يستحق" وطنا لليهود في فلسطين، ونتائجه من مئة عام توقع ضررا وظلما شديدا على الشعب الفلسطيني الذي لايزال يدفع ثمنا باهظا. 

ودعا الشوبكي إلى ضرورة تصحيح الخطأ التاريخي الناجم عن وعد بلفور بوقف الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني باعتذار بريطانيا عما ألحقته من ضرر للشعب الفلسطيني وتصحيح الظلم وإزالته.

وشدد على أن تلك الوثيقة ظالمة وباطلة وبدون وجه حق وأدت إلى التفريط في حقوق الفلسطينيين لأهداف سياسية واستعمارية لا زال يدفع ثمنها الفلسطينيون، مشددا على أهمية دعم القضية الفلسطينية لتستعيد مكانتها في صدارة الاهتمامات الدولية والعربية وضرورة أهمية التوثيق للحفاظ على الحقوق التاريخية المشروعة وتصحيح حقائق الحاضر والمستقبل.

من جانبه، دعا مدير عام الأرشيف الفلسطيني فواز سلامة إلى تعزيز الجهود العربية والإسلامية لحماية التراث المنهوب والعمل على نشره وتعريف الأجيال المقبلة بالموروث الثقافي أبهى صوره، معربا عن أمله أن يتم تنظيم الاحتفال المقبل بيوم الوثيقة في القدس المحتلة دعما للحقوق الفلسطينية .

وأوضح سلامة أن الاحتفال بيوم الوثيقة العربية يأتي ضمن الجهود المبذولة للحفاظ على التراث العربي كون الوثائق والمخطوطات جزءا هاما للحفاظ على تراث الشعوب ، محذراً من النهب الإسرائيلي لتثبيت الادعاءات التوراتية الكاذبة التي أدت إلى تخريب الموروث الثقافي الفلسطيني.

يشار إلى أنه أقيم على هامش الاحتفالية معرضاً وثائقياً تضمن عرض صور فوتغرافية أرشيفية للقضية الفلسطينية، كما تم عرض فيلم وثائقي بعنوان "فلسطين: مائة عام على وعد بلفور".