صفقة القرن ... صفقة الأحلام .. أردت أن أرى الغامض بعقل الناس البسطاء

التقاط.PNG
حجم الخط

 

تعالوا نرى ما رأيت وفكروا في الإستراتيجي ولا تفكروا في التكتيكي كثيرا فليس التحضير والمصالحات هو الأهم الآن.

ثلاثة أشياء تدفع لتخيل حيثيات الصفقة صفقة القرن

1_كل العرب حضروا قمة الرياض مع ترامب ونتج عنه إتهام لحماس بالإرهاب من ترامب وبعض العرب ودفع العرب المال الكثير بالتأكيد على صفقة القرن وأشياء أخرى وبعضهم قد يكون عرف أفكارها على الأقل وليس جميعهم وظهر خلاف بعدها مباشرة سمي أزمة قطر

2_ هناك هجمة شبه منظمة على الأردن تمثلت في مؤتمر يعقد في القدس بين ما يسمى معارضة أردنية مضر زهران ويهود يمينيين تحت شعار البديل وهو نوع من الضغط المباشر من الولايات المتحدة وإسرائيل على الأردن وقد يكون متعلقا بصفقة القرن وتحفظ الأردن على بنودها وللملكة الأردنية الهاشمية علاقات متداخلة مع الشعب الفلسطيني والقضية والمقدسات ويبدو أن هناك ما لا يتوافق مع مواقف الأردن الوطنية والقومية.

3_ جاء في بيان الإخوة في مصر عند توقع إتفاق تنفيذ إتفاقية القاهرة 2011 بشأن المصالحة أن موقف مصر والرئيس السيسي الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الرابع من حزيران 1976 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين.

3_ رفع الفيتو الأمريكي والإسرائيلي عن المصالحة الفلسطينية

ما يدل على قرب طرح صفقة الأحلام.

أما ما تحتويه الصفقة وهل جاهزة أم لا وما يدور.من تحركات وعمل على تجهيزها فهو لا يزال محل تخمينات وإجتهادات وتحليل وها أنا أجتهد :

رأيت حراكا غريبا عن الحال السابق للسياسة الدولية بعد مجيء ترامب لرئاسة الولايات المتحدة حيث هناك في الولايات المتحدة الرئاسة هي عبارة عن صناعة وليس فوضي كالشرق ورسخ في ذهني كما تحدثت في مقال سابق عن ترامب النووي بأن ترامب قد تم صنعه لأنهاء ملفين رئيسيين هما ملف فلسطين وملف كوريا الشمالية ، في ملف كوريا توقعت أن الأمريكان سيغرقون هذه الدولة في البحر بعد قصفها بأسلحة الدمار الشامل.

أما في الملف الفلسطيني وبالعقل البسيط غير السياسي تخيلت أن هناك حل لذلك كان عنوان المقال " صفقة الأحلام"

العرب يحلمون بالخلاص من هموم القضية الفلسطينية للأبد وغالبية الفلسطينيين يحلمون بدولة على أراضي أحتلت عام 1967 وإسرائيل تحلم بحدود آمنة لدولة يهودية نقية والولايات المتحدة مايسترو العالم تحتاج وتحلم بترتيب المنطقة لسنوات طويلة قادمة شكلت المبادرة العربية طرحا مغريا لها حيث أصبحت البيئة مهيأة لتنفيذها مع بعض التعديل الذي كان يرفضه بعض العرب وكل الفلسطينيين.

البيئة والظروف تغيرت وتوقعات الأمريكان على ما يبدو ومعلوماتهم وتقديراتهم أن هناك تغييرات جوهرية تدل على أن الفلسطينيين أصبحوا في حالة يمكن معها تمرير قضيتين جوهريتين هما لب القضية الفلسطينية رغم أنه كان على الدوام المطالبة بهما يشوبه الغموض رغم ترديد الشعارات الدائمة الرنانة نحوهما ومادامت أنظار الفلسطينيين أصبحت راسخة نحو الهدف الذي يبحثون عنه وتوحدوا أخيرا عليه بعد وثيقة حماس وتوافقها من مسألة "إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة" ولا ندري إن كان من المفيد معرفة سبب مراجعة حماس الحقيقي وطرحها الوثيقة وهل جاء إراديا وتصادف مع البيئة التي تشكلت أم كان هناك إيحاءا ودفعا لصنع الوثيقة وهو موضوع شائك لن يصل أحد لتأكيده خاصة في الحقبة القطرية السابقة التي سبقت الخلاف في قمة الرياض حيث صرح مسؤوليها في ظرف بدء حصار دولة قطر بأنهم كانوا ينفذون تعليمات الولايات المتحدة لتدجين حماس في انتخابات 2006 وهل كانت حماس تعلم أو لا تعلم الآن ليس مهما... الأهم بعد كل هذه الحيثيات

صفقة الأحلام توقعاتي هي ما يتعلق بالقضيتين الجوهريتين

القضية الأولى في صفقة الأحلام وهي حق العودة على ما يبدو سيتم شطبه بحلول فضفاضة لا تمت بالعودة للفلسطينيين لديارهم في أراضي 48 بل يعود الفلسطينيون لدولة فلسطين الجديدة وبعد الإعتراف بيهودية دولة إسرائيل وقد يكون بصفقة الأحلام مكملا لتنقية يهودية الدولة تغيير وضع فلسطينيي 48 بجدولة إنضمامهم لدولة فلسطين بنقلهم مكانيا أو إداريا إن رغبوا فإن كان إداريا فهو مؤشر على أفق كونفدرالي لاحق بين الدولتين فلسطين الجديدة وإسرائيل.

القضية الثانية هي القدس وهنا توقعاتي أن تحمل صفقة الأحلام تقاسما إما جغرافيا وهو الغالب وإما إداريا وهنا إن كان إداريا أيضا فقد يكون موضوع الكونفدرالية مستقبلا هو الأفق الذي يستوعب هذا الحل بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل.

أما باقي الصفقة فهي تفاصيل لا خلاف عليها ويمكن التراضي عليها وهي باقي القضايا الخمس المؤجلة في إتفاق أوسلو وهي الحدود والمياه والمستوطنات.

لا ندري إن كان العمل جاري بهذا الخصوص والعرب يجدونها فرصة مناسبة للحل الشامل ولا ندري هل يتوافق معهم فلسطينيون رسميون وإلا لماذا يستعجلون في توضيب الحالة الفلسطينية ؟

فهل يرضى شعبنا بهكذا حلول ومن سيوقع على ذلك هنا هو السؤال الكبير ؟ والسؤال الأكبر ماذا نفعل وكيف نواجه ذلك كفلسطينيين إذا لم تعجبنا صفقة الأحلام؟

تنويه : موضوع صفقة الأحلام في تحليلي البسيط ليس له علاقة بتطورات الحالة العربية بعد الربيع العربي إلا أن ظروف الضعف هيأت البيئة أكثر لإستقدام المبادرة العربية من جديد و التي نسيت وطوتها الأيام ، أما قضايا البالونات التي تطرح من هنا وهناك مثل التحضير لحروب علي إيران وغيرها من سياسات المنطقة فهي خارج زمن المبادرة العربية ولا تمت لملف جاهز مسبقا وحملوه للرئيس المصنوع للمهمة دونالد ترامب وليس كما يقال أنهم في أميركا يدرسون ويركبون في الصفقة فقضية مزمنة بحجم قضية فلسطين لا تركب لها صفقة في شهور أو سنة من حكم ترامب وإنما فقط تغيرت البيئة لحل قضية القدس واللاجئين.