تم فتح بوابة المصالحة على مصراعيها ، ولكن طريق الوحدة لا يزال مليئا بالأشواك ، ويحتاج الى اعادة تأهيل . وبما اننا ، قد خطونا عتبة المصالحة ، نحتاج أكثر الى تعزيز القبول السايكولوجي والتماهي مع الأمر .
وبما أن العمود الفقري للعرفاتية يقوم على اساس التنوّع والاختلاف وعدم الانفراد في الحكم ، ولان قيادة حركة فتح التي تحكم السلطة من خلال الرئيس المنتخب في ظل نظام رئاسي ، وبما أن حركة حماس حكمت قطاع غزة في أحداث 2007 . فاننا أحوج ما نكون لتراضي وطني او نسبي وان نمنح الفرصة لباقي الفصائل محدودة الدخل والحجم ، وحتى لو منحناها اكثر مما طلبت ، لأن فتح وحماس لن تخسرا شيئا ، ولو ان الفصائل الاخرى اخدت دورا أكبر لكان هذا يشكل حزام الطريق و هوامش حماية عالية جدا في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة .
كنت قد كتبت في السنوات الماضية عن أمراض الفصائل الكبرى ولم نقف طويلا عند أمراض الفصائل الصغيرة لان خطرها أقل ، وخصوصا أن تجربة الانفراد بالحكم لم تنفع في بلاد الشرق ، ولا في بلاد الغرب . وقد كتبت من قبل :
هل تريد حماس ان تربح كل قطاع غزة ؟ مبروك عليها .
هل تريد فتح ان تربح كل مقاعد الضفة ؟ مبروك عليها .
ليست المصالحة هي مصافحة السيد عزام الاحمد مع السيد صالح العاروري ، وان كانت صورة تلفزيونية جميلة . وانما المصالحة هي طريقة تفكير جديدة ، مبنية على المشاركة والتبادلية والقبول والرضى ، وعدم التفرد .
هذه الوطن ليس لي ، وليس لك . وانما لي ولك .