نظمت وحدة الخريجين في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بالشراكة مع وزارة شئون المرأة وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة للإسكان UNFPA ورشة عمل بعنوان: البطالة شبح يطارد الخريجات ويهدد الاقتصاد، والتي انطلقت بحضور ومشاركة كل من معالي الدكتورة هيفاء الأغا وزير شئون المرأة، الأستاذ الدكتور رفعت رستم رئيس الكلية الجامعية، المهندس عبد الله الحداد رئيس وحدة الخريجين، السيد أيمن أبو كريم نائب مدير عام التشغيل في وزارة العمل.
وفي مطلع اللقاء رحب الأستاذ الدكتور رفعت رستم بالحضور، وقال: نرحب بكم اليوم في الكلية الجامعية التي تحرص دائما على ان تكون في طليعة المؤسسات الاكاديمية الرائدة التي تقدم ليس فقط التعليم الأكاديمي المميز الذي نحرص على ان نتميز به بين كافة المؤسسات الوطنية، بل تعدى دورنا لنكون شركاء في التنمية ودعم الاقتصاد وتشغيل الخريجين، لنكون بذلك المؤسسة الأكبر على مستوى فلسطين التي توفر فرص عمل لخريجيها.
وأضاف رستم: نحن اليوم في هذه الورشة نتعرض لموضوع من الموضوعات التي تؤرقنا جميعا، ونحن في الكلية الجامعية كجزء من المتجمع نستشعر مسئوليتنا تجاه خريجينا منذ بداية التحاق الطالب بالدراسة لدينا من خلال توجيه كافة البرامج والعملية التعليمية لتهيئة الطالب بأن يكون مستعدا لمرحلة هامة وهي سوق العمل، وتأتي هذه الورشة من باب تهيئة الخريج واعداده من الناحية المعنوية والفكرية وصقل المهارة بان يكون لدى تخرجه خريجا مميزا قادرا على المنافسة على فرص العمل المحدودة.
وفي كلمتها قالت معالي الدكتورة هيفاء الأغا: "انه ليسعدني ان أكون معكم في هذا الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية هذا الصرح التعليمي المتميز، واثمن عاليا الشراكة الحقيقية بيننا، وان دل هذا فإنما يدل على عمق العلاقة المهنية الاستراتيجية التي تجمعنا جميعا لخدمة مجتمعنا الفلسطيني ولتقديم أفضل ما يمكن ان يقدم لجيل الشباب الذين هم مخزوننا الاستراتيجي الذي لا ينضب وهم أمل المستقبل وحملة راية التحرير فوق مآذن وكنائس القدس الشريف الذي ينتظر ابناءه واحفاده بفارغ الصبر".
واستعرضت الأغا اهم أنشطة وزارة شئون المرأة الهادفة إلى خدمة المرأة في مختلف المجالات والقطاعات، فضلا عن اهتمامها بمناهضة العنف ضد النساء بالتعاون مع عدد الجهات المختصة، وتغيير النظرة المجتمعية النمطية تجاه المرأة، لتكملة دور الرجل في خدمة الوطن والمجتمع، مبينة أن هذه الورشة تأتي ضمن مجموعة من الأنشطة التي نفذتها الوزارة ضمن موضوعات مهمة بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للإسكان.
من جانبه تحدث المهندس عبد الله الحداد رئيس وحدة الخريجين عن الخدمات التي تقدمها وحدة الخريجين في مجال التشغيل وخلق فرص العمل لخريجي الكلية الجامعية وأيضا من خريجي المؤسسات الاكاديمية الأخرى، مضيفا أن الكلية الجامعية أسست في هذا الإطار ثلاث مكونات أساسية تصب بكافة طاقاتها لخدمة الخريجين بشكل عام وخريجي الكلية على وجه الخصوص، أولها هي وحدة الخريجين التي أسست في العام 2008 وساهمت في توفير فرص عمل فاقت 650 فرصة سنويا لخريجي الكلية سواء ضمن نطاق التشغيل الدائم أو المؤقت.
وأضاف الحداد: المكون الآخر هي حاضنة يوكاس التكنولوجية وهي حاضنة ناشئة لها باع كبير في تشغيل الخريجين من خلال المشاريع الصغيرة، والتي وفرت في وقت قياسي فرص التشغيل للعشرات من الخريجين حتى اللحظة، وهو المفهوم الذي نسعى الى تأصيله وهو مفهوم التشغيل الذاتي، وفي ذلك في ظل قلة الفرص المتاحة، سواء من خلال ريادة الاعمال الذي توفره الحاضنة، أو العمل الحر الذي أصبح من المجالات المنتشرة عالميا ويوظف معظم تخصصات الخريجين بعيدا عن الاختصاصات التقليدية المتعارف عليها.
وذكر الحداد أن المكون الأخير هو مركز الإرشاد الوظيفي، وهو مركز متخصص يخدم كافة الخريجين ويقدم خدمات الارشاد والتوجيه للخريجين بعد التخرج وقبل الانطلاق لسوق العمل، ويهدف الى جسر الهوة وسد الفجوة ما بين الحياة الجامعية ومتطلبات سوق العمل، وقدم مجموعة من النصائح من أهمها ضرورة البقاء على الاستعداد الدائم للعمل من خلال توفير متطلبات الدخول لسوق العمل، والبقاء على اطلاع دائم في كل ما يطرح من وظائف ذات علاقة بمجال الاختصاص، والمحافظة كذلك على تطوير المهارات والقدرات بشكل مستمر.
وخلال مشاركته أكد السيد أيمن أبو كريم على ضرورة الجهوزية الكاملة للخريجين والاستعداد الأمثل لمرحلة الانطلاق الى سوق العمل، وعدم الانتظار حتى آخر لحظة، مشيرا إلى محدودية الفرص المتاحة أو التي يمكن أن يوفرها القطاع العام في ظل تعاظم جيش الخريجين العاطلين عن العمل، مستعرضا مجموعة من المهارات التي يجب أن يمتلكها الخريج قبل الانطلاق للحياة المهنية والتي تمنحهم ميزة تنافسية وتساعدهم في الحصول على فرص العمل التي تتلائم مع امكاناتهم وقدراتهم.
وأعرب أبو كريم عن أمله في إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية والتي ستشكل رافعة أمل وصمام أمان للآلاف من الخريجين في قطاع غزة الذين يعانون من أوضاع اقتصادية كارثية وأليمة منذ ما يزيد عن 11 عاما، كما ودعا الطلاب إلى التفكير خارج الصندوق والابتعاد عن الأفكار النمطية والمبادرة الإيجابية دوما والتفاعل مع المجتمع من خلال المشاركة في الاعمال التطوعية بداية وعدم الانطواء في المنزل دون أي جدوى.
من ناحية أخرى تحدثت الصحفية اسلام أبو جياب عن أسباب تفشي البطالة بين صفوف الخريجات، واستعرضت مجموعة من الاحصائيات الصادرة عن وزارة العمل ولجنة الحصار في غزة والتي تبين ارتفاع هذه النسبة بين فئة الشباب على وجه الخصوص، وأشارت إلى الجهود التي تبذلها وزارة شئون المرأة لخدمة قطاع الخريجات من خلال توفير مجموعة من فرص التشغيل المؤقتة بالتعاون مع وزارة العمل.
وأكدت أبو جياب في كلمتها على ضرورة وجود انسجام بين متطلبات الدراسة واحتياجات سوق العمل، وضرورة انهاء الانقسام خاصة وان آفة البطالة مرتبطة بالأزمات السياسية المختلفة، ودعت المؤسسات الاجتماعية والدولية أن تهتم أكثر بفئة الشباب الفلسطيني في قطاع غزة ومساعدته على اثبات نفسه وتحقيق طموحاته، مؤكدة على ان خدمة قطاع الشباب هي مسئولية جماعية ومجتمعية تحتاج الى تضافر كافة الجهود وعلى اعلى المستويات ولا يستثنى منها أحد.