التقى الرئيس محمود عباس، عصر اليوم الأحد، بالعاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، في قصر الحسينية بالعاصمة الأردنية عمان.
وأطلع عباس، العاهل الأردني، على آخر تطورات الأوضاع الفلسطينية، وخصوصًا جهود المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس، والتي تتم برعاية مصرية حثيثة.
وبحث الزعيمان خلال المباحثات التي جرت في قصر الحسينية، التطورات الإقليمية الراهنة، والجهود المستهدفة لإيجاد حلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة، ومجمل المستجدات على صعيد قضية فلسطين، وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في الأراضي الفلسطينية، وخصوصا في القدس الشريف، حيث تم التأكيد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس.
وذكر عباس في تصريح صحفي عقب اللقاء، نحن والأردن الشقيق حريصون على نجاح المصالحة، ضمن الإطار الذي ورد في الاتفاق بالقاهرة بأن يكون هناك سلطة واحدة وقانون واحد ونظام واحد وبندقية واحدة، وأن تتمكن حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها في قطاع غزة كما تمارسها في الضفة الغربية.
وتابع الرئيس، "ما يهمنا، وما هو سارٍ، أن يكون الأشقاء في الأردن في الصورة ومتفقين معنا بشكل كامل حول مجمل القضايا التي جرت، ولذلك استعرضنا مع الملك عبد الله الثاني كل ما جرى سواء في نيويورك أو القاهرة أو ما سيجري في المستقبل حول الخطوات التي سنقوم بها".
وفي محور ردّه على سؤال، حول الجهد الأردني الذي يبذله الملك عبد الله الثاني لدعم حقوق شعبنا، عبّر سيادته عن اطمئنانه التام، مضيفًا: "الملك يحدثنا مسبقًا ويضعنا في صورة الجهود ونحن مطمئنون لها ومتفقون معه جملة وتفصيلا".
ومن حهته، أكد الملك، دعم الأردن الكامل لاتفاق المصالحة الفلسطينية الذي من شأنه أن يسهم في تعزيز وحدة الصف الفلسطيني، موضحًا أن الاتفاق يشكل خطوة مهمة في دفع مساعي تحريك عملية السلام، وإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، وبما يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد العاهل الأردني في هذا الصدد، على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وجوهر الصراع في المنطقة، وهي دوما على رأس أولويات السياسة الخارجية للمملكة، مضيفًا أن الأردن، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، مستمر بالقيام بدوره التاريخي في حماية هذه المقدسات.
وتطرقت المباحثات التي تأتي في إطار التنسيق والتشاور الدائم بين البلدين الشقيقين، إلى أهمية العمل مع الإدارة الأميركية وتكثيف الجهود لإيجاد آفاق سياسية حقيقة للتقدم نحو حل الصراع، وإحراز تقدم على أرض الواقع خلال الفترة القادمة، خصوصا في ضوء التزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ويشار إلى أنه أجريت للرئيس مراسم استقبال رسمية، حيث كان الملك في مقدمة مستقبليه، واستعرض الزعيمان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزف النشيدان الوطني الفلسطيني والملكي الأردني.
وحضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الوزراء هاني الملقي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير المخابرات العامة اللواء الركن عدنان الجندي، ومدير مكتب الملك، فيما حضرها عن الجانب الفلسطيني رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وسفير فلسطين في عمان عطا خيري.