كشفت صحيفة مصرية عن وجود ما وصفته بـ«أزمة مكتومة بين مصر والسعودية»، وذلك بعد رفض القاهرة لعرض سعودي بالوساطة بينها وبين حركة «حماس» الفلسطينية، علاوة على قضايا أخرى تتمثل في «رفض مصر تقارب السعودية مع إخوان اليمن وسوريا»، وهو ما اعتبرته القاهرة تهديدا لأمنها وفقا للصحيفة المحلية.
وأشارت صحيفة «البوابة نيوز» المعروفة بوثاقة صلتها بالأجهزة الأمنية في مصر، في تقرير مطول لها أول أمس السبت، إلى أن الرد السعودي على الرفض المصري كان «غريبا وسريعا»، حيث ردت الرياض باستقبال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، «خالد مشعل» ومنحه عشرة ملايين دولار، وفقا للصحيفة.
وقالت «البوابة نيوز»، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن «وزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، طرح خلال لقائه الأخير مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، والسفير سامح شكرى، وزير الخارجية، فى أثناء زيارته القاهرة، الشهر الماضى، فكرة أن يلتقى بعض المسئولين المصريين مع قادة من حركة حماس في السعودية، غير أن الموقف المصرى كان رافضا للطرح السعودي»، على حد قول الصحيفة.
وأضافت المصادر أن مصر أبلغت جميع الوسطاء، وعلى رأسهم السعوديون، إنه لا يمكن أن تكون القاهرة طرفا فى أي مشروع يمثل «الإخوان المسلمين» طرفا فيه، فى ظل إصرارهم على هدم وتدمير البلاد، بحسب وصف الصحيفة، التي أوضحت نقلا عن مصادرها أيضا، أن مصر أعربت عن تحفظها على موقف السعودية بالتحالف مع «الإخوان المسلمين» فى سوريا واليمن، بل أوصلت رسائل بأن ذلك يعتبر خطرا على الأمن القومى العربى وعلى أمن مصر على وجه الخصوص، بحسب نص التقرير.
ووفقا للمصادر، فإن «مصر مستعدة للتجاوب مع كل شيء إلا فى الموضوع الأمنى، فلا يوجد مجال للمقايضة أو المساومة عليه، حيث ثبت للجميع أن موجة العنف الجارية فى مصر تتبناها وتمولها وتشارك بها جماعة الإخوان تحت غطاء ودعم التنظيم الدولى وتركيا وقطر وبصمت أمريكى يصل إلى حالة الرضا»، على حد قولها.
وأفادت الصحيفة بحسب معلومات حصلت عليها من مصادر خاصة، أن «الرد المصري لم ينل رضا القيادة الرسمية فى السعودية، فتجمدت الأمور عند هذه النقطة، مما جعل مسؤولون سعوديون وفى مقدمتهم الأمير محمد بن نايف ولى العهد، والأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، يستقبلون خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، ووفد الحركة».
ولفتت الصحيفة إلى أنه تم عقد لقاء أمنى ثنائى بين وفد الحركة والاستخبارات السعودية بإشراف وترتيب الأمير «محمد بن نايف» ولى العهد السعودي، حيث أراد السعوديون من هذا اللقاء الاطمئنان والاطلاع على الحقيقة الكاملة لطبيعة العلاقة بين حركة «حماس» وإيران، وما إذا كانت الحركة قد حددت خياراتها بشكل نهائى لطبيعة هذه العلاقة ومستواها، وفق زعمها.
وأكدت الصحيفة، بأن «أجوبة قادة حماس جاءت بإقرار واعتراف بقيادة المملكة العربية السعودية للعالم الإسلامى، وأن هذه النقطة لا خلاف فيها، ولم تشكك الحركة فى أى لحظة من اللحظات بقيادة السعودية».
وتابعت الصحيفة بأن «خالد مشعل»، طلب من الاستخبارات السعودية جلسة حوار ثانية تعقد فى النصف الثانى من شهر رمضان، مع وفد موسع من قيادة حركة «حماس» فى الداخل والخارج، لتوقيع وثيقة تفاهم نهائية بين الطرفين، ورحب السعوديون بذلك دون أن يتم الاتفاق على موعد نهائى، كون الاستخبارات السعودية ليست هى صاحبة القرار بالشأن السياسي، وهى ستوصي بذلك للقيادة السعودية، مشيرة إلى أن «خالد مشعل»، تلقى دعما بلغ 10 ملايين دولار مساعدة من السعودية، قبل عودته إلى الدوحة مرة أخرى.
وكشفت المصادر ذاتها، أن المملكة العربية السعودية ستدعو الرئيس «السيسي» إلى زيارة قريبة، حيث سيعرض الملك «سلمان» عليه اقتراح السعودية فيما يخص تقريب وجهات النظر مع حماس، فيما يبنى المسئولون السعوديون أملا على أن «السيسي» لن يرفض ما يطلبه منه الملك «سلمان» هذه المرة، بحسب الصحيفة.