أقامت شركة الوطنية موبايل، مساء اليوم الثلاثاء، أمسية احتفالية في مدينة رام الله إيذانا بإطلاق خدماتها في قطاع غزة، بعد الاحتفال المركزي الذي أقيم يوم أمس الاثنين في القطاع.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الوطنية موبايل درغام مرعي، في كلمته خلال الاحتفال، إنه جرى صباح اليوم افتتاح معرض غزة الرئيسي إيذانا بالبدء بتقديم خدمات الوطنية موبايل في القطاع، مشيرا إلى أن المواطنين احتشدوا من جميع أنحاء غزة للاحتفال بهذه المناسبة.
وأضاف، أن "الوطنية موبايل أطلقت أعمالها في غزة بعد ثمانية أعوام من الحرمان منعنا خلالها من الدخول لغزة، وحلمنا بخدمة أهلنا في غزة أصبح حقيقة، والوطنية كسرت اليوم احتكار سوق الاتصالات في جميع أنحاء الوطن، ليصبح للمواطن حقه في الاختيار، وكان لا بد لنا أن نشارككم هذه الفرحة".
وشكر مرعي، الرئيس محمود عباس على دعمه للوطنية موبايل على مدار سنوات، وأنه لولا هذا الدعم لما تحققت هذه اللحظة، كما شكر الحكومة "التي لم تقصر بل دعمت الشركة على مدار السنوات، واعتبرت قضية دخول الوطنية موبايل لغزة قضية وطنية ورفعتها لجميع المحافل الدولية"، موصلا شكره للمساهمين المؤسسين: صندوق الاستثمار الفلسطيني ومجموعة أريدو لبناء شبكة الضفة ثم في قطاع غزة، "فنحن نفتخر بأننا جزء من مجموعة اتصالات عالمية الأكبر في الشرق الأوسط".
وتابع، أن الشركة تتطلع للمساهمة في بناء اقتصاد قطاع غزة التي لم يدخلها مستثمر برأس مال بهذا الحجم منذ سنين طويلة، و"نأمل أن تكون بشرى خير لفتح بوابة الاستثمار في غزة".
وأضاف أنه سيتبع إطلاق الخدمات في غزة إطلاق الجيل الثالث لاحقا في نهاية العام أو بداية العام المقبل، بحيث سيطلق في الضفة وبعد ذلك في قطاع غزة.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة الوطنية موبايل محمد أبو رمضان، "إننا بالأمس كنا بين الأهل في غزة واليوم نحن في رام الله لنحتفل بتحقيق الحلم الذي انتظرناه طويلا رغم كافة المعيقات التي وضعت أمام الشركة منذ انطلاقتها، وانتظرنا هذه اللحظة بعد ثماني سنوات لنضيء شعار الوطنية في قطاع غزة".
وأضاف أن صندوق الاستثمار الفلسطيني كان أول ما بادر لفكرة إنشاء شركة اتصالات متنقلة جديدة في فلسطين لفتح قطاع الاتصالات لمزيد من المنافسة، لتحسين الأسعار وجودة الخدمات وتوفير فرص عمل لشبابنا في الوطن، لتعزيز ثقة المستثمرين العرب والأجانب في الاقتصاد الفلسطيني.
وأضاف إن انطلاق الوطنية موبايل تشجع السوق وتنعش الاقتصاد في قطاع غزة، فقد وفرت الوطنية عشرات فرص العمل لأبناء شعبنا هناك، بعد منع الشركة من العمل لثمانية أعوام.
بدورها، قالت وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة، في كلمتها نيابة عن رئيس الوزراء رامي الحمد الله، "إن الحكومة ستواصل دعم كافة الشركات التي تدعم الاقتصاد الفلسطيني، فشعبنا لا يعرف اليأس ورغم جميع المعيقات التي واجهت الشركة في دخولها لقطاع غزة، يأتي هذا الاحتفال بإطلاق خدمات شركة الوطنية موبايل في المحافظات الجنوبية تعبيرا عن الإصرار والعزيمة لتخطي هذه العقبات مهما طالت".
وأضافت إن الحكومة ملتزمة بأجندة السياسات الوطنية التي تقوم على أساس أن المواطن أولا والعمل من أجل خلق البنية التحتية التكنولوجية لتوفير خدمات الاتصالات في المحافظات الشمالية والجنوبية باعتبارها من أهم عوامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فقطاع الاتصالات هو ركيزة للعديد من القطاعات الأخرى بما فيها الصناعة والزراعة والنقل والصحة والتجارة والخدمات المصرفية والسياحة، فتطوير التكنولوجيا وتعدد خدماتها سيعزز الأبعاد المختلفة للتنمية ويخلق فرص العمل خاصة لجيل الشباب.
وتحدث خلال الاحتفال الرئيس التنفيذي لمجموعة أريدو وهي الممثل الأكبر في شركة الوطنية موبايل، الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني، الذي قدم مع وفد لحضور احتفال إطلاق خدمات الوطنية في قطاع غزة.
وقال: "لقد احتفلنا يوم أمس بإطلاق عملياتنا في قطاع غزة، وهو إنجاز نعتقد وبكل ثقة أنه سيسهم في تعزيز الإبداع لدى أبناء الشعب الفلسطيني".
وأضاف "جاء إطلاق عملياتنا في غزة بعد استكمال إنشاء البنية التحتية اللازمة وعلى وجه الخصوص إنشاء شبكة اتصالات متكاملة في الصفة الغربية، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن إنشاء شبكة الاتصالات هي أحد أوجه الدعم التي تقدمها دولة قطر من خلال شركة Ooredoo لفلسطين وللسلطة الوطنية الفلسطينية للمساعدة في بناء دولة المؤسسات والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني وبناء دولتها المستقلة في الضفة والقطاع على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وتابع: "كنت في غزة يوم أمس، وأستطيع القول إن ردة فعل الزبائن في غزة على إطلاق عملياتنا هناك إيجابية للغاية. ونشعر جميعنا أن الزبائن هناك كانوا متعطشين لإطلاق هذه الخدمات ليتمكنوا من الاستفادة من الآثار الكبيرة والمهمة التي يمكن لتكنولوجيا الهاتف الخلوي أن تحدثها على حياتهم".
وقدم الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني شكره لسيادة الرئيس محمود عباس على استقباله للوفد الكويتي وتشجيعه ودعمه المتواصل للشركات التي تدعم الاقتصاد الفلسطيني، كذلك شكر حكومة الوفاق الوطني على دعمها المتواصل للوطنية موبايل للدخول إلى قطاع غزة.
من ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى "إننا ننظر إلى احتفالنا اليوم كقصة نجاح تظهر نموذجا حيا لصمود وبقاء استثمارٍ بهذا الحجم من المستثمرين الفلسطينيين وعلى رأسهم المستثمرون العرب وصندوق الاستثمار الفلسطيني، الذين تحملوا وتكبدوا الخسائر المالية مقابل الأرباح الأخرى التي تساوي عندنا وعندهم الكثير؛ مثل الإصرار وعدم التراجع حتى نرى هذا اليوم الكبير، ومثل توفير فرص عمل ومداخيل للأفراد والدولة على حدٍ سواء".
وأضاف: "سيعمل الصندوق بشكل وثيق وتعاون كبير وبتنسيق مع جميع الأطراف ذات العلاقة وعلى رأسها الحكومة، والقطاع الخاص، والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي، للمساهمة في حل القضايا الرئيسية للاقتصاد في غزة، خاصةً تلك المتعلقة أولاً بموضوع الطاقة والمياه، وثانياً تنشيط حركة التجارة خاصة التصدير، وثالثاً تعظيم الاستفادة من أموال المانحين من خلال تطوير القطاعات الإنتاجية والبنية التحتية".
وحول استراتيجية الصندوق الاستثمارية، قال مصطفى: "سيواصل الصندوق العمل على تطبيق استراتيجيته القائمة على الاستثمار في القطاعات الأساسية والحيوية في الاقتصاد الوطني الذي نريد أن نراه اقتصادا قويا ومعتمدا على ذاته، اقتصادا يستفيد من الميزة النسبية لفلسطين المتمثلة بالشباب، ونسبة التعليم العالية، ومغتربينا الذين تميزوا في كافة أماكن تواجدهم، والموروث الثقافي والديني والشغف نحو الحياة والإبداع. بحيث يجب البناء على كل ما ذكر وصولا إلى منتجات خدميّة وصناعية وزراعية منافسة، تشكل عوامل نجاح هذا الاقتصاد الذي نسعى إليه".