خالد عرار
لم تكن تتوقع إسرائيل أن تضع الحرب على سوريا أوزارها وان يستطيع الجيش السوري وحلفائه في إعادة السيطرة على جميع الأراضي السورية وسحق كل تجمعات الإرهاب فوقعت في حالٍ من البلبلة والتخبط وذلك وفق مصادر سياسية في 8 اذار التي وقفت مليًّا أمام الإعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية من خلال الغارات التي ينفذها طيران العدو الإسرائيلي مستخدماً في أكثر الأحيان الأجواء اللبنانية حيث جاء الرد السوري الأخير على الطائرات الإسرائيلية داخل الأجواء اللبنانية أيضاً متخطياً الخطوط الحمر حسب زعم العدو الإسرائيلي علماً أن الصاروخ الذي أطلق باتجاه الطائرات الإسرائيلية من الأراضي السورية ليس صاروخاً متطوراً ولا ينتمي إلى عائلة الـ s200 ولم يكن ذوفعالية مادية إنما قرار إطلاقه هو قرار استراتيجي وقرار كسر الخطوط الحمر وأسقاط التفاهمات الروسية الإسرائيلية إلى حدٍ ما.
وأشارت المصادر نفسها أن الإسرائيلي يدرك أن مساحة المواجهة مع محور المقاومة اتسعت كثيراً والترسانة الصاروخية لحزب الله تراكمت بشكلٍ تصاعدي والعديد البشري لمحو المقاومة تجاوز مئات الآلاف بالرغم من علم الكيان الصهيوني بتعاظم القدرات العسكرية لحزب الله لا تشكل سبباً قوياً لأي مغامرة غير محسوبة النتائج قد يقوم بها الإسرائيلي لكن هناك أسباب عميقة جداً لا نستطيع البوح بها قد تكون عاملاً قوياً لشن إسرائيل حرباً على لبنان بمعزلٍ عن الظروف المناخية القادمة وبمعزلٍ عن استعداد المجتمع الإسرائيلي لمواجهة مثل هذه الحرب فيما لوانفجرت.
إلا أن المصادر السياسية قالت أن على إسرائيل أن تعود إلى ما تضمنه خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرلله الذي ألقاه في ذكرى العاشر من محرم لأنه يختلف تماماً عن الخطابات السابقة حيث تضمن عدداً من التحذيرات والتنبؤات قبل أن ترتكب أي حماقة علماً ان التقديرات الإسرائيلية تقول أن هناك أكثر من مئة ألف صاروخ في حوذة حزب الله وعشرات الآلاف من القذائف المدفعية ناهيك عن الترسانة العسكرية الإيرانية السورية حيث سيهطل جزء كبير منها كالمطر فوق تجمعات اليهود في فلسطين المحتلة علماً أن السيد نصرالله رجل يقول ويفعل ولم يخض حرباً إلا وخرج منها منتصراً وإن ارتكبت إسرائيل أي خطأ سيتحول إلى خطيئة العمر.
لذلك ترى المصادر السياسية أن ما تقوم به إسرائيل من إعتداءات عبر طيرانها الحربي فهي تمتحن ذكاء حزب الله ورصده لكل ما يفكر به العدوالإسرائيلي. ورجح المصدر أن تسعى إسرائيل إلى حربٍ موضعية لكنها سرعان ما ترى نفسها عالقة في حربٍ شاملة وطويلة.
فهل تستطيع إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي تحمّل سقوط آلاف الصواريخ عليها يومياً وهل تتحمل هجرة ملايين اليهود بين هجرة داخلية وخارجية وهل إذا خسرت الحرب المقبلة ستبقى هاجس الأميركيين والغرب وبعض العرب أم أنهم سيتركونها لمصيرها؟
فالأحداث المرتقبة في الأسابيع والأشهر القادمة كفيلة بإعطاء صورة واضحة وجليّة حول أرجحية الذهاب إلى حربٍ أم لا خصوصاً أن المنطقة على موعد قريب بإماطة اللثام عن مشروع الصلح بين الفلسطينيين والصهاينة الذي أعده نتنياهو منذ خمسة أشهر والمصالحة الفلسطينية الفلسطينية أولى بشائر هذا المشروع الذي يقوم على كونفدرالية مع الأردن وكونفدرالية مع مصر وعندما نسمع أن الرئيس الفلسطيني بدأ بجولةٍ عربية يكون التوقيع على هذا المشروع بات قريباً.