ابني لا يحفظ دروسه... ماذا أفعل؟

الطفل
حجم الخط

 يواجه بعض التلامذة مشكلة تذكّر ما حفظوه، مثل الشعر أو درس التاريخ أو الجغرافيا أو العلوم. ويشعرون بالعجز عندما يطلب منهم تلاوة الدرس غيبًا أو لا يتذكرون أي كلمة منه أثناء الامتحان. فهل ذاكرتهم ضعيفة؟وما الوسيلة المثلى لتنشيط ذاكرة التلميذ؟
يرى اختصاصيو التربية، أنّ من أهم الشروط التي تساهم في تعلّم التلميذ الاسترخاء، ولكن في الوقت نفسه الانتباه. 

يعني أن يشعر التلميذ بأنه قادر وواثق بنفسه، وبقدرته على التعلّم، ولايقول لنفسه قبل أن يبدأ الدرس إنه صعب، وأنه عاجز عن إنجازه، إذ من المؤكد أنه لا يجوز أن يكون لديه أفكار سلبية عن قدراته.
بكل بساطة عندما يدرك التلميذ أنه مستعد للتعلّم، سوف يتحضر جسديًا وعقليًا. والكل متفق على أن هناك طرق تعليم مختلفة، بعضها بصري وبعضها سمعي وبعضها الآخر حسي - حركي. 

وليس المهم الوسيلة، إذ على التلميذ أن يتلقّى ويفهم المعلومات التي تنقل إليه.

أما الإجابة عن كيفية مساعدة التلميذ في حفظ دروسه، فهذه مسألة مرتبطة بسن التلميذ، فما يُطلب من تلميذ في الثالثة عشرة لا يطلب من تلميذ في السادسة.

وفي كل الأحوال هذه هي مفاتيح حفظ التلميذ دروسه:

1 الفهم هو مفتاح الحفظ
من المعلوم أن الفهم هو مفتاح تعليم التلميذ، فهو الذي يثير فضوله. فالحفظ من طريق التكرار من دون فهم، يجعل التلميذ ببغاء لا يعرف معنى ما يقوله، وبالتالي ينسى ما حفظه بمجرد أن يسمّع الدرس للمعلّمة.
 لذا ففي كل مرة يفتح التلميذ دفاتره وكتبه في المنزل، يجدر بالأم قبل أن تطلب منه حفظ الدرس، أو إنهاء الفرض أن تسأله عن موضوع الدرس، وماذا يعرف عنه.
فخلال بحثه سيجد أمورًا عدة. فالذاكرة هي رأسماله وهي التي تقوده. كما يمكن الأم أن تطلب منه إعادة صياغة الدرس على طريقته، ولا بأس إذا عمد إلى رسم بياني لفهم قاعدة من قواعد اللغة، أو تلاوتها بالكلمات التي يجدها سهلة مما يساعده على الحفظ، شرط ألا يغيّر المعنى الأصلي. وبذلك يصبح سهلاً عليه حفظ تعريف، أو قاعدة ما يطبّقها في حل مسائل رياضية.

2 حفظ ما يفهمه التلميذ فقط
تؤكد الأبحاث التربوية أن التلميذ يحفظ ما يفهمه. إذ طُلب من تلامذة قراءة نص ومحاولة فهم معانيه، مثلاً كالبحث عن معاني بعض المفردات، ومن ثم قراءة نص آخر من دون أن يفهموا معناه، فكانت النتيجة أنّ التلامذة حفظوا النص الأول.
لذا يؤكد معظم التربويين ضرورة أن يقرأ التلميذ الدرس بتأن، ويفهم التفاصيل، ويطرح الأسئلة حول معاني الكلمات، ويعيد صياغة الجمل الصعبة بطريقة بسيطة تساعد على الفهم. فهذه هي الطريقة المثلى ليُحفظ في الذاكرة مدة طويلة.

3 معرفة كيفية استعمال معلوماته
من الضروري أن يعيد التلميذ قراءة الدرس، رغم أنه فهم شرح المعلّمة في الصف. إذ لا يكفي إدخال المعلومات إلى ذهنه حتى يحفظها غيبًا، بل يجب أن تكون لديه القدرة على استخراجها عندما يحتاج إليها، إذ لا يمكن تعلّم درس أو أمر ما، إذا لم يكن يعرف بما يفيده.
فمثلاً على التلميذ أن يكون قادرًا على استعمال المفعول به أو المبتدأ أو النعت عندما يكتب موضوعًا في الإنشاء، كما عليه أن يتمرّن على استعمال القواعد التي يحفظها.

تلخيص الدرس قبل حفظه
يملك الإنسان عمومًا نوعين من الذاكرة: ذاكرة المدى الطويل وذاكرة المدى القصير. والأخيرة هي التي تساعد على التعلّم قبل ترسيخ المعلومات في ذاكرة المدى الطويل، إذ إن الذاكرة القصيرة، تستطيع أن تحفظ سبعة أمور في آن واحد، منها المفردات المتداولة والجمل البسيطة.
لذا من الأفضل للتلميذ تقسيم الدرس، وذلك من طريق تلخيصه، وحفظ العناوين الرئيسة والفرعية، واستخلاص الأفكار الأساسية لأقسام الفصل. ومتى تعلّم التلميذ هذه الطريقة، صار يكفيه أن يعيد قراءة الدرس مرات عدة، ليحفظ التفاصيل.

أخذ الوقت الكافي لقراءة صفحة المطالعة اليومية معه
بعيدًا عن فكرة الواجب المدرسي، تعتبر القراءة حلقة وصل بين المدرسة والبيت، وطريقة لبناء علاقة مميزة بين الطفل وأمه. لذا على الأم أن تأخذ الوقت الكافي في قراءة صفحة المطالعة اليومية مع طفلها لتتحول إلى نشاط ممتع.

التقيد بالفقرة التي حدّدتها المعلمة للقراءة
من غير المفيد أن تطلب الأم من طفلها قراءة أو حفظ الفقرة التالية غير المطلوب منه الاطلاع عليها. فبعض الأمهات يطلبن هذا الأمر من أبنائهن ظناً منهن أنهن بذلك يساعدن أطفالهن في استباق الدروس. هذا خطأ وليس له أي فائدة تربوية.

قراءة القصص باستمرار من أجل المتعة
يساهم اختيار القصص ذات النصوص القصيرة في تحفيز الطفل على القراءة. كما يساعده على حل رموز الكلمات بطريقة سلسة، واكتشاف قدرته على القراءة في كتب أخرى غير الكتاب المدرسي.

قراءة عبارات اللافتات الإعلانية الموجودة على الطرق
يمكن الأم أن تلعب مع ابنها لعبة قراءة اللافتات الإعلانية الموجودة على الطرق، فهذا الأمر يشكل متعة للطفل ويعطيه ثقة بنفسه.

مدح التلميذ في كل مرة يقرأ كلمة جديدة
من الضروري أن يمدح الأهل الطفل عندما يقرأ ، إذ لا يجوز نعته بأنه لا يفهم أو كسول إذا لم يلفظ الكلمة بالشكل الصحيح، لأن ذلك يفقده ثقته بنفسه، ويجعله يكره القراءة، بل يجب تشجيعه، وتصحيح خطئه بترداد الكلمة بعده في لفظها الصحيح، من دون أن نقول له إنه أخطأ، فهو عندما يسمع أمه ترددها من بعده يفهم الكلمة. فمثلاً عندما يقرأ «أكل الولدَ التفاحةُ» تقول الأم: «أكل الولدُ التفاحةَ». فهو سيفهم خطأه من دون تأنيب.


 ماذا عن جدول الضرب الذي يجد معظم التلامذة صعوبة في حفظه؟
على الأم أن تعرف الطريقة الفعالة التي تساعده في حفظ جدول الضرب. ويكون ذلك عن طريق مراقبة ابنها، وتحديد ما الذي يفضله لحفظ جدول الضرب غيبًا. فهل هو في حاجة إلى النظر مليًا في الصفحة التي وضع عليها جدول الضرب، ليصوّره في ذاكرته؟ أم أنه يحتاج إلى تلاوة الجدول مرات عدة بصوت عال حتى يحفظه؟ أم يفضل أن تتلو والدته عليه جدول الضرب حتى يتمكن من الحفظ؟ فإذا كان يفضّل تصوّر الجدول، فمن الضروري أن يتمرّن على البحث عنه في ذاكرته.
أمّا إذا كان يفضل التلاوة المتكرّرة، أو الاستماع إلى أمه وهي تقرأه بصوت عالٍ، فعليه أن يحاول الاستماع مرّات عدة. ويتلو في البداية جدول الضرب بحسب الترتيب، ومن ثم في شكل عشوائي، وأسرع مرة بعد أخرى.

هل صحيح أن التكرار ينشّط الذاكرة؟
إنه قاعدة أساسية لتنشيط الذاكرة. فمثلاً كلمة نحلة، يعرف التلميذ معناها، لأنه يراها أينما ذهب، في الحديقة، في برنامج تلفزيوني... كل هذا يجعل من كلمة نحلة مألوفة عنده. والأمر نفسه بالنسبة إلى الدرس.
يحفظه التلميذ لأنه يصغي إلى أستاذه في الصف، ومن ثم يعيد قراءته مرات عدة، ويقوم بالتمارين. فالتكرار ينشّط الذاكرة، ويسهل التعلّم.

هل الحفظ عن ظهر قلب طريقة نافعة؟
يجد التلامذة أن الحفظ عن ظهر قلب في مواد مثل التاريخ، أو الجغرافيا، أو أبيات الشعر، أمر لا طائل منه، في حين يؤكد اختصاصيو التربية أن الحفظ من أفضل الوسائل لتنشيط منطقة الذاكرة اللغوية في الدماغ التي تساعد على تذكر طريقة لحفظ الكلمات وكتابتها.