لقد راهنت اسرائيل منذ البداية على الفشل الذاتي في تحقيق المصالحة .فاختبأت خلف معلوماتها القديمة .و اعتقدت ان المصالحة و ان نجحت فيجب ان تتقاضى ثمنا لسكوتها اما بضمانات لعدم التشدد في اي صفقة تبادل اسرى قادمة او هدنة طويلة الامد تعطيها متسع من الراحة لمواجهة ايران و حلفاءها .
و لكن ما يجري حتى اللحظة لا يشعرها بالطمأنينة لتحقيق ما سبق .
و لهذا هي تنتقل للخطة ب .
و هي احداث شرخ داخلي من خلال ازلامها و شركاءها المستفيدين من استمرار الانقسام الداخلي و لكن سطوة السنوار و من معه و جرأته على اتخاذ القرار حالت دون ذلك حتى اللحظة .
و لهذا كان من المتوقع ان تنتقل اسرائيل للخطة ج و هي التخريب المباشر و التصفيات التي قد تأخذ طابع التصفيات الداخلية او توجيه اصابع الاتهام لجهات سلفية متطرفة من السهل تصديق تورطها .
و لكن هذا لن ينجح لسبب بسيط ان حارتنا ضيقة و صغيرة و سرعان ما ستتكشف الامور لتتضح الصورة بان الاصابع الاسرائيلية واضحة في العملية و بأيادي العملاء المحترفين و معلومات استخباراتية اسرائيلية في الرصد و التوجيه .
و عليه
اولا .لا يجب السماح للعملاء بالحركة السهلة و العمل مجددا على ضرب تشكيلاتهم التنظيمية من خلال التعاون المشترك بين كل الاطراف المعنية بنجاح المصالحة التي نريدها نحن و ليس المصالحة التي يريدونها هم .
ثانيا .اعادة تقييم الحالة االامنية الداخلية و الدوائر المحيطة بصناع القرار و تغيرها بشكل دوري غير منتظم ضمن خطة مشتركة تؤسس لنظام سياسي فلسطيني صلب و صعب الاختراق .
التجارب السابقة كثيرة جدا من اغتيال وديع حداد الى ابو جهاد خليل الوزير الى الجعبري و فقهاء .
انهاء الانقسام لا يعني رواتب ومعابر و كهرباء بل نظام سياسي فلسطيني متجانس يعمل ضمن اسس وطنية خالصة تحقق القدرة على البناء و المواجهة معا .
حينها سيتعافى النظام و نتعافى نحن بكل ما تحمل الكلمة من معنى .