واصل وفد المدرسة الوطنية للإدارة برنامجه التدريبي في كوريا الجنوبية، في إطار مشروع إنشاء المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة التابعة لديوان الموظفين العام والممول من الحكومة الكورية -الوكالة الكورية للتعاون الدولي KOICA-، وضمن برنامج التدريب المستمر وأحد برامج المدرسة الوطنية للإدارة واصل الفريق الفلسطيني والمكون من 15 متدرب من 12 مؤسسة حكومية فلسطينية تدريباته في معهد تنمية الحكومية المحلية LOGODI في جمهورية كوريا الجنوبية، حيث تم افتتاح البرنامج التدريبي "تدريب الفئة الوسطى وتدريب المدربين"، والذي يستمر شهر من 16-10 الى 13-11 و يقوم معهد تنمية الحكومة المحلية بالتعاون مع المعهد الكوري لاستراتيجيات التنمية KDS بتنفيذ هذا البرنامج الفريد والذي سيكون له أبعاد على إصلاح وتنمية نظام التدريب وبناء القدرات في دولة فلسطين.
وأكد مدير برامج التدريب في المدرسة الوطنية للإدارة وعضو الوفد الفلسطيني، عصام دنادنة، إن عملية التدريب متواصلة منذ اليوم الأول لوصول الوفد الفلسطيني وذلك في معهد تنمية الحكومية المحلية السيد جين اهوا با والسيدة سون نيو شين مديرة التدريب والتعاون الدولي، والسيد كيون با بارك نائب رئيس المعهد الكوري لاستراتيجيات التنمية ومن الجانب الفلسطيني فريق التدريب (15 متدرب).
وأوضح مدير معهد تنمية الحكومية المحلية في كوريا الجنوبية السيد جين اهوا با كلمة، أنه معجب بمدى التقدم الذي أحرزته دولة فلسطين في فترة زمنية قصيرة برغم كل الصعوبات والعقبات وذلك يدل على إصرار الجانب الفلسطيني على تحقيق التنمية والتطور وأخذ المكان المستحق بين دول العالم، مشيراً إلى أن هذا البرنامج يُعد خطوة أولى ولكنها حاسمة لتحقيق هذا الهدف، وأن الشعب الكوري صديق للشعب الفلسطيني، ومهتم بالتعاون وتبادل الخبرات وتحقيق التنمية المستدامة لأبناء الشعبين.
وشدد السيد بارك على أهمية البرنامج التدريبي حيث سيعمل على رفع كفاءة وتحسين أداء موظفي الخدمة المدنية في فلسطين، مثنياً على الجهد الكبير المبذول من من قبل ديوان الموظفين العام والمدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة وعلى رأسها معالي رئيس ديوان الموظفين العام ورئيس مجلس إدارة المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة.
كما شكر السيد بارك إدارة المشروع على الجهد المميز في إنجاح عمل الوفد الكوري والذي زار دولة فلسطين مرات عدة لمتابعة المشروع بشكل مكثف.
وبيّن السيد بارك أن طاقم متميز من الخبراء من الجانب الكوري قاموا بتحضير برنامج على أعلى درجات التميز والحداثة والذي سيساهم بإعداد المدربين المستقبلين للمدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة، وهو الأمر الذي يخدم تنمية وارتقاء الإدارة العامة في فلسطين.
وقال عصام دنادنة إنه تم عقد أربع دورات تدريبية مرتبطة بتحديد الاحتياجات التدريبية وصياغة أهداف التدريب، كما تم مناقشة المواضيع التالية: "نظريات قوالب تصميم التدريب، و تم تعريف قوالب التصميم وأهميتها وما هي مواصفات القوالب الفعالة، وكذلك خطوات قوالب تصميم التدريب"، حيث تم شرح أبرز القوالب الحديثة وأهم الفروق فيما بينها، وهذا النوع من المنهجية من الأكثر تقدماً على مستوى الإدارة العالمية وأيضاً تحديد الاحتياجات التدريبية حيث تم التعرف على أهمية تحديد الاحتياجات التدريبية وأهمية اتباع الطرق السليمة في ذلك، وبين دنادنة أن هذه الدورة احتوت على العديد من المهارات العملية من حيث صياغة الأهداف وآليات تطبيقها وكيفية تجنب بعض الأخطاء الشائعة والتي يقوم بها مسؤولون الموارد البشرية وخبراء التدريب، مثل أهداف صعبة التطبيق والقياس، أو وضع برنامج تدريبي غير مناسب لحل القصور في الأداء، أو استخدام أساليب تدريبية غير مناسبة.
كما تم التاكيد على أن تكون الأهداف واضحة وأن توضع بناءًا على احتياج تدريبي حقيقي وأن يعمل البرنامج التدريبي على سد الثغرات في الأداء.
وأضاف دنادنة أن الوفد عقد سلسلة محاضرات على هامش هذه الزيارة عن آليات وتقنيات التخطيط السليم للتدريب، من خلال اتباع مجموعة من العوامل والتي تؤثر وبصورة حاسمة على نجاح أو فشل عملية التدريب وهذه العوامل هي: مسح الاحتياجات الخاصة بالمؤسسة، وارتباط الاحتياجات بالخطط الاستراتيحية، وتوائمتها مع اليات العمل والقوانين المعمول بها بالإضافة إلى نتائج تقييم الأداء وأوليات العمل وطريقة الاتصال والتواصل في المؤسسة.
وشكر الجانب الكوري على كل الجهود المبذولة في دعم وإنشاء المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة والتي ستكون حاضنة للتنمية الإدارية في دولة فلسطين من حيث طبيعة المهمات والبرامج التدريبية، وسيكون هذا البرنامج ذو أثر كبير على تنمية الموارد البشرية وتوطين التدريب وتبادل الخبرات والمعارف بين الجانبين الفلسطيني والكوري.
ونقل تحيات رئيس ديوان الموظفين العام ورئيس مجلس إدارة المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة السيد موسى أبو زيد والذي يرى في تجربة كوريا واحدة من أعظم التجارب الإدارية والتنموية على مستوى العالم، مشيراً إلى ضرورة أن يستفيد الجانب الفلسطيني منها لتطوير قطاع الخدمة المدنية، خاصة أن ظروف الشعب الفلسطيني الحالية تشبه ظروف الشعب الكوري عند بداية مرحلة النهضة، وهو ما يحفز الجانب الفلسطيني على الإصرار لتحقيق الأهداف والنهوض بمؤسسات الخدمة المدنية، والارتقاء بالخدمة العامة وتقديم أقضل الخدمات للشعب الفلسطيني محور الاهتمام.
ومن المقرر أن تستمر الدورة إلى 13-11-2017م، وسيقوم نخبة من خبراء التدريب والتنمية البشرية من الجانب الكوري بتأهيل المتدربين ليكونوا مدربين معتمدين في العام 2018 بعد برنامج تدريبي يمتد على مدار عام، وبعد ذلك سيعملون طوال خمسة سنوات كمدربين في مختلف البرامج التدريبية في المدرسة، وهو ما يساهم في بناء القدرات وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتوطين التدريب وتحفيف التكاليف على موازنة الدولة.