شدد أحمد المدلل، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، اليوم الاثنين، أن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون إجراماً منظماً بهدف تصفيتهم جسدياً وقتل الروح المعنوية لديهم ، داعياً المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان إلى الوقوف بجانب الأسرى، وخاصة المضربين منهم عن الطعام، ومساندتهم في مشوارهم لنيل الحرية.
جاء ذلك خلال وقفة تضامن مع الأسيرين المضربين عن الطعام بلال ذياب، وحسن شوكة، نظمتها مؤسسة "مهجة القدس" للشهداء والأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة.
ويخوض الأسير بلال نبيل ذياب (32 عاما) إضرابا مفتوحاً عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين، وهو من سكان بلدة كفر راعي قضاء جنين، بينما أنهى الأسير حسن حسنين شوكة (28 عاما) من بيت لحم، يومه الـ24 مضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية رفضاً للإعتقال الإداري.
وقال القيادي المدلل خلال الوقفة التضامنية: "الأسرى يعانون إجراماً صهيونياً مبرمجاً، من خلال الإهمال الطبي، حيث يعمل الاحتلال على قتلهم جسديا، أو من خلال العزل الانفرادي والاعتقال الإداري الذي ورثته "إسرائيل" عن بريطانيا المجرمة، ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى وعد بلفور المشئوم، والذي هو أساس معاناة شعبنا وكل المآسي والنكبات التي حلت بنا".
وأضاف: "منذ أعطت بريطانيا لـ "إسرائيل" هذا الوعد المشئوم، وشعبنا يعيش القتل والتشريد والانتهاكات المخالفة للقوانين الدولية والحقوقية التي تكفل للإنسان حقوقه"، داعياً مؤسسات حقوق الإنسان إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ومعتقليه الذين يمارس العدو ضدهم أقسى الجرائم.
وتابع المدلل بالقول: "تستمر بريطانيا في جريمتها عندما تقف رئيس وزراء بريطانيا وتفتخر بمنح اليهود وطنيا على أرض فلسطين".
وعن أحوال الأسرى، قال القيادي في الجهاد الإسلامي: بعض الذين يتحررون من الأسر، يموتون بسبب أمراض سكنت أجسادهم داخل السجون".
وزاد المدلل بالقول: بلال ذياب وحسن شوكة يضربان عن الطعام منذ أسابيع، فهما لا يملكان إلا سلاح الأمعاء الخاوية في مواجهة الجرائم الصهيونية، وقد انتصر بلال ذياب في مرات سابقة، بعد إضراب استمر 70 يوما، وها هو يعود ليشهر سلاحه مجدداً مع زميله حسن شوكة، وسينتصران في هذه المرة أيضا بإذن الله".
وأكد أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لا يمكن أن يعيشوا حياة هادئة عندما يمارس العدو إجرامه ضد الأسرى، موجها رسالة للأسرى: معركتهم هي معكرتنا وهمكم هو همنا وسنمضي في معركتنا حتى تحريركم، فهذا واجبنا، وسلاحنا لن يغمد أبدا طالما هناك أسيرا يعاني إجراما صهيونيا".
وتساءل المدلل بالقول: أين وظيفة الصليب الأحمر، لماذا لا يتدخل لإنقاذ أسرانا؟" مشددا على ضرورة دعم الدول العربية والإسلامية للأسرى داخل السجون، والذين يفنون زهرات شبابهم من أجل قضية الأمة.
ودعا إلى إيجاد موقف موحد في الساحة الفلسطينية، خاصة مع أجواء المصالحة الوطنية، لمواجهة المحتل الصهيوني، حاثا المقاومة على عقد صفقات تبادل مشرفة لتحرير الأسرى.
وهنأ القيادي المدلل حركة حماس بسلامة مسئولها توفيق أبو نعيم بعد تعرضه لمحاولة اغتيال يوم الجمعة الماضي وسط قطاع غزة، موضحا أن هذه المحاولة الصهيونية للنيل من الأسرى المحررين لن تؤثر في مسيرة الشعب الفلسطيني ولن تفت في عضد أسراه.
ودعا أهالي الضفة الغربية والقدس المحتلة إلى تجديد المواجهة وتسعيرها ضد المحتل حتى تحرير الأرض والشعب وتحرير الأسرى والمسرى.
من جهتها، حمَّلت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية الاحتلال الصهيوني وأجهزته المسؤولية المباشرة عن حياة الأسيرين المضربين عن الطعام حسن شوكة وبلال ذياب.
وطالب عضو اللجنة عطية البسيوني المجتمع الدولي والمؤسسات التي تعني بقضايا الأسرى بالتدخل العاجل من أجل حماية أسرانا .
ودعا البسيوني جماهير شعبنا وقواه الوطنية و المجتمعية لأوسع حالة تضامن من اجل اطلاق سراح اسرانا, كما دعا وسائل الاعلام الى بذل الجهود لتسليط الضوء على الانتهاكات الصهيونية التي يتعرض لها شعبنا واسرانا .
وفي ذكرى وعد بلفور أكد أن مقاومة شعبنا وانتفاضته ستسمر وتتواصل, مشدداً على أن جرائم الاحتلال بحق شعبنا واسرانا هي جرائم لن تسقط بالتقادم.
ودانت اللجنة محاولة الاغتيال الجبانة التي تعرض لها الأسير المحرر توفيق أبو انعيم محملين الاحتلال المسؤولية , داعيةً إلى ملاحقة المتورطين فيها لينالوا عقابهم الرادع.