سبعة شهداء جراء تفجير الصهاينة للنفق الذي اجتاز حدود غزة، سبعة شهداء يواريهم الفلسطينيون بالدموع والدعاء دون نية للتصعيد، وذلك لجملة من الاعتبارات السياسية والميدانية أقلها الحرص على عدم تخريب المصالحة.
سبعة شهداء في نفق خطوا بدمائهم سبع حقائق غابت عن ساحة الصراع لسنوات طويلة:
الحقيقة الأولى: قيام إسرائيل بإبلاغ مصر بشكل مسبق عن نيتها تفجير النفق الذي اخترق الحدود الإسرائيلية، ولهذا الابلاغ ما بعده من اتصالات مع مصر بهدف التهدئة.
الحقيقة الثانية: إعلان إسرائيل بشكل رسمي أن تفجير النفق عملية دفاعية، وأن إسرائيل ملتزمة بالتهدئة، ولم تخترق الحدود الفاصلة مع قطاع غزة
الحقيقة الثالثة: إعلان إسرائيل بشكل رسمي أنها لم تستخدم أي غازات سامة، وأنها لم تستهدف أي من قادة حركة الجهاد أو حركة حماس، وأنها استهدفت النفق الذي يهدد الأمن الإسرائيلي.
الحقيقة الرابعة: إعلان إسرائيل بشكل رسمي أ ، ولم تتعمد القتل.
الحقيقة الخامسة: النخوة الوطنية والإسلامية التي ميزت رجال المقاومة من حركة حماس، وهم يقتحمون الموت لإنقاذ إخوانهم في حركة الجهاد، وهذه رسالة لها دلالتها العميقة.
الحقيقة السادسة: مواصلة رجال المقاومة الإعداد ليل نهار للمواجهة القادمة، والتأكيد على أن المواجهة القادمة لن تكون في مدن قطاع غزة فقط، بل ستخترق العمق الصهيوني.
الحقيقة السابعة: إعلان إسرائيل حالة الطوارئ، وتعطيل الدراسة في المستوطنات، ومتابعة المستوطنين للأوضاع، مع تصاعد القلق لديهم بمقدار تصاعد عدد الشهداء.
كل ما سبق من حقائق ميدانية ليؤكد على توازن الرعب، وأن إسرائيل التي لم تفكر في يوم من الأيام في تبرير عدوانها على أي بلد عربي، تقف اليوم في موقف المدافع عن عدوانها، وتسرد الأعذار، وتسعى للتهدئة بكل جدية، وهذا لا يؤشر على أهمية سلاح المقاومة فحسب، بل هذا دليل على أن اقتحام إسرائيل للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية ما كان ليستمر، فيما لو توفر بعض سلاح المقاومة في يد الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية، وهذه معطيات يجب أن تكون على طاولة اللقاء الذي سيضم التنظيمات الفلسطينية في القاهرة بعد عدة أسابيع.