لم يعد مستغربا تكرار تصدر قطر العناوين الرئيسية في صحف إيران، البلد المثقل بالمشكلات، فالعلاقة بين البلدين كل يوم تزداد قوة وتقاربا، سياسيا واقتصاديا وما خفي كان أعظم، وجوا وبحرا كل طرق الدوحة باتت تؤدي إلى بوابات طهران.
أحدث صور التقارب أعلنها وزير الطرق والمدن الإيراني عباس آخوندي، خلال لقائه في طهران وزير الطرق والنقل القطري جاسم السليطي.
فقد كشف المسؤول الإيراني عن اتفاق بين الدوحة وطهران على إنشاء ممرين بحري وجوي بين البلدين.
وأكد آخوندي وجود خطة إيرانية يتم تنفيذها على مدى 5 سنوات، تم اقتراحها على قطر للنقل بين موانئ البلدين.
إذا هي "باقية وستتضاعف"، هكذا وصف المسؤول القطري الاستثمارت المشتركة بين طهران والدوحة، ففي يونيو الماضي، قررت السلطات الإيرانية تخصيص ميناء بوشهر ليكون مركزا للتبادل الاقتصادي مع قطر، لتؤكد بذلك الدوحة خطواتها المتسارعة باتجاه الطرف الإيراني منذ أزمتها.
هذا الطرف الذي يسعى من خلال النافذة القطرية لاختراق مجلس التعاون الخليجي.
ونقلت وسائل الإعلام القطرية منذ أيام خبرا عن الخارجية الإيرانية، مفاده أن مجلس التعاون الخليجي أمام أزمة وجودية كبيرة بسبب الأزمة القطرية.
وهنا إيران الدولة الأولى المتهمة بدعم الإرهاب في العالم تقدم نصائحها لمحيطها الساعية لزعزعة استقراره، مدافعة عن السياسة القطرية.
ولا عجب في ذلك، فما يجمع الدوحة وطهران من التوافق على دعم للإرهاب، ومحاولة نشر القلاقل لدى جيرانهما أكبر مما يفرقهما.
ويأتي تعزيز التعاون الاقتصادي بين قطر وإيران كما يراه البعض بمثابة "غسيل أموال" بين البلدين للتغطية على دعمهما للإرهاب.